· النجاح كلمة لها بريق يبهر الأبصار، ولها صوت يطرب الأسماع، ولها إحساس يبهج النفوس.
· النجاح حلم كلّ إنسان، ومطلب كلّ عاقل، ولكن ليس كلّ من يطلب النجاح يدركه وكما يقال: "أن سُلَّم النجاح لا يعاني من الازدحام في أعلاه" فالكثير يبدأ طريق النجاح ولكن القليل من يصل لنهايته...
لذا فالله سبحانه وتعالى عندما خلق آدم (ع)، وأمره بالهبوط إلى الأرض فقال تعالى: (قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) (الأعراف/ 24)، وأمره الله عزّ وجلّ بالاستقرار فوقها وكان سبحانه وتعالى قد أعطاه القدرة على العيش والقدرة على مواجهة المصاعب، والقدرة على التعامل مع التحديات، وإلّا فكيف يخبرنا سبحانه وتعالى فيقول: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا) (البقرة/ 286).
ويقول أيضاً: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا مَا آتَاهَا) (الطلاق/ 7).
إذن، فالنجاح كلمة وعمل ويقين وعلم وفي البداية هو في مقدور كلّ البشر، فالله سبحانه وتعالى جعل الخلق متساويين في الإمكانيات، وجعل لكلّ البشر عقولاً يفكرون بها، ولكن ليس كلّهم يفكر وليس كلّ الناس يطمح، وليس كلّ الناس يجتهد.
حتى أنّ علماء البرمجة اللغوية العصبية يقولون بأنّ النجاح يكون حلماً ويتبعه عمل وإرادة واجتهاد وصبر وتحكي لنا قصص الناجحين كيف تحملوا ألوان التعب والمثابرة من أجل تحقيق أحلامهم وطموحاتهم.
فعمر بن عبدالعزيز كان من أقواله "إنّ لي نفساً تواقة تاقت إلى الزواج من ابنة عمي فاطمة بنت عبدالملك فنالتها وطلبت الإمارة فنالتها... وطلبت الولاية فنالتها... وهأنذا على فراش الموت ونفسي تتوق إلى الجنة وأرجوا من الله أن تنالها".
لم يتوقف عقله عن التفكير في التحسين وفي التغيير وفي التطور إلى الأفضل ولا على طلب المعالي، حتى وهو على فراش الموت "فأنت تملك فكيف لو كنت لا تملك".
فرب من لا يملك حاسة من الحواس يفوق من يملكها، وهذا يدل على أنّ استخدامك لجزء من حواسك وقدر بسيط من طاقاتك الكامنة سيجعلك إنساناً أفضل، ناجحاً.
فأعظم وأشرف الناجحين وسيدهم محمّد (ص): ابتُلى فرموه بالحجارة، وآذوه في بلده، مع أنّ الله سبحانه قادر على أن يجعل له كلّ شيء بين يديه، وأن يحوّل الجبال بين يديه ذهباً خالصاً، وهذا لكي يكون سنة للصبر لمن يأتي بعده؛ فتتعلم منه الأجيال.
ويقول الشاعر:
لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله *** لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر
- فيا من يطلب النجاح في تجارة... كن صادقاً... كن أميناً.
- ويا من يطلب النجاح في دراسة... كن صبوراً... كن مجتهداً.
- ويا من يطلب النجاح في علاقته بالآخرين... كن حليماً... كن بشوشاً.
- ويا من يطلب النجاح في صداقته... كن مخلصاً... كن وفياً.
- ويا من يطلب النجاح في تربية أولاده... كن تقياً... كن حكيماً.
- ويا من يطلب النجاح في كلّ شيء... كن عبداً قرآنياً... نبوياً... علمياً... عصرياً.
وإليكم هذه القصّة:
يروى أنّ مزارعاً من فلوريدا قد اشترى أرضاً، وضع فيها ماله كلّه وأمله، فلما صارت له وذهب ليراها، أصابته أشد ضربة من ضربات الدهر، فتركته مضعضعاً مشرفاً على الانهيار.. رآها قفرة مهجورة لا تصلح للزراعة، ولا تنفع للرعي، وليس فيها إلّا الأعشاب تعيش فيها مئات من الحيات والثعابين، ولا سبيل إلى مكافحتها واستئصالها.
وكاد يصاب بالجنون، لولا أن خطرت له فكرة عجيبة هي أن يربي هذه الحيات، ويستفيد منها، وفعل ذلك فنجح نجاحاً منقطع النظير، كان يُخرج سموم هذه الحيات فيبعث بها إلى معامل الأدوية فتستخلص منها الترياق الذي يشفي من هذه السموم، ويبيع جلودها لتجار الأحذية بأغلى الأثمان، ويحفظ لحومها في علب يبعث بها إلى من يحب أكل لحوم الحيات، ويظهر أنّهم كثيرون..
وكان يقصده السياح من كلّ مكان ينظرون إلى أوّل مزرعة في الدنيا، أنشئت لتربية الحيات والثعابين... حقاً: "النجاح... لا يأتي عفواً".
"قد لا تجد طريق النجاح مرسوماً على خرائط العالم ولكنك تجده مرسوماً في خرائط عقول الناجحين. (حذيفة عبدالمعطى)
لا توجد خطوة عملاقة تصل بك إلى ما تريده إنما يحتاج الأمر إلى الكثير من الخطوات الصغيرة لتبلغ ما تريد.►
المصدر: كتاب الكفاح بريد النجاح
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق