• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

حينما تنقطع الأسباب

حينما تنقطع الأسباب

خرج الطبيب الجراح الشهير (د. ايشان) على عجل إلى المطار للمشاركة في المؤتمر العلمي الدولي الذي سيلقى فيه تكريماً على إنجازاته الکبيرة في علم الطب، وفجأة وبعد ساعة من الطيران أُعلن أنّ الطائرة أصابها عطل كبير بسبب صاعقة، وستهبط اضطرارياً في أقرب مطار، توجه إلى استعلامات المطار مخاطباً :

أنا طبيب عالمي كلّ دقيقة عندي تساوي أرواح أناس وأنتم تريدون أن أبقى 16 ساعة بانتظار طائرة؟.

أجابه الموظف: يادكتور، إذا كنت على عجلة يمكنك استئجار سيارة، فرحلتك لاتبعد عن هنا سوى 3 ساعات بالسيارة .

رضي د. ايشان على مضض وأخذ السيارة وظل يسير وفجأة تغير الجو وبدأ المطر يهطل مدراراً وأصبح من العسير أن يرى أي شيء أمامه وظل يسير وبعد ساعتين أيقن أنه قد ضل طريقه وأحس بالتعب.

رأى أمامهُ بيتاً صغيراً فتوقف عنده وطرق الباب فسمع صوتاً لإمرأة كبيرة تقول:

تفضل بالدخول كائناً من كنت فالباب مفتوح، دخل وطلب من العجوز المقعدة أن يستعمل تليفونها.

ضحكت العجوز وقالت: أي تليفون ياولدي؟ ألا ترى أين أنت؟

هنا لا كهرباء ولا تليفونات، ولكن تفضل واسترح وخذ لنفسك فنجان شاي ساخن وهناك بعض الطعام كلّ حتى تسترد قوتك.

شكر د. ايشان المرأة وأخذ يأكل بينما كانت العجوز تصلي وتدعي وانتبه فجأة إلى طفل صغير نائم بلا حراك على سرير قرب العجوز وهي تهزه بين كلِّ صلاة وصلاة، استمرت العجوز بالصلاة والدعاء طويلاً فتوجه لها قائلاً:

والله لقد اخجلني كرمك ونبل أخلاقك وعسى الله أن يستجيب لك دعواتك.

قالت العجوز:

ياولدي أما أنت ابن سبيل أوصى بك الله، وأما دعواتي فقد أجابها الله سبحانه وتعالى كلها إلا واحدة، فقال د. ايشان:

وماهي تلك الدعوة؟

قالت: هذا الطفل الذي تراه حفيدي يتيم الأبوين، أصابهُ مرضٌ عضال عجز عنه كلّ الأطباء عندنا، وقيل لي أنّ جراحاً كبيراً قادر على علاجه يقال له د. ايشان ولكنه يعيش بعيداً من هنا ولا طاقة لي بأخذ هذا الطفل إلى هناك وأخشى أن يشقى هذا المسكين فدعوت الله أن يسهل أمرى.

بكى د. ايشان وقال: والله انّ دعاءك قد عطل الطائرات وضرب الصواعق وأمطر السماء، كي يسوقني إليك سوقاً والله ما أيقنت أنّ الله عز وجل يسوق الأسباب هکذا لعباده المؤمنين بالدعاء.

حينما تنقطع الأسباب لا يبقى إلا اللجوء إلى خالق الأرض والسماء..

ارسال التعليق

Top