• ٢٢ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٠ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

(قل إنما أدْعُوا رَبِّي...)

(قل إنما أدْعُوا رَبِّي...)

الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً، ولم يكن له شريك في الملك أبداً. وأشهد أن لا إله إلا الله، لا معبود بحق سواه، ولا نعبدُ إلا إياه، ولا نشرك بعبادته أحداً.

وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله دعا إلى توحيد الله وعاش هادياً ومبشراً ومرشداً.

اللّهمّ صلّ وسلّم وبارك على سيدنا محمَّد وعلى آله وأصحابه ومن تاب وآمن وعمل صالحاً ثمّ اهتدى.

أيها المؤمنون:

كلّ ما في الكون شاهدٌ على وجود الله جلّ جلاله.

(وَفِي الأرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) (الذاريات/ 20-21).

وكل ما في الكون، شاهد على وحدانية الله تبارك وتعالى. نظام هذا الكون وثبات نواميسه، ورتابة حركته شاهد على وحدانية الله:

(.. فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ...) (البقرة/ 258).

دقة الخلق، دقة الأوزان والأحجام، دقة المساحات والنسب شاهد على وحدانية الله.

(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) (القمر/ 49).

توازن الكون وتماسكه وانسجامه شاهد على وحدانية الله:

(إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) (فاطر/ 41).

تناسب الخلق مع مصالح الإنسان وحاجاته شاهد على وحدانية المدبر:

(أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ مِهَادًا * والجِبَالَ أوْتاداً) (النبأ/ 6-7).

ولو تعددت الآلهة لفسد نظام هذا الكون، واستحالت الحياة، لتناقض الإرادات، وتصارع المشيئات:

(لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) (الأنبياء/ 22).

وحسبنا شهادة الله لنفسه بالوحدانية، وشهادة الملائكة، وشهادة أولي العلم: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران/ 18).

أيها المسلمون:

إنّ ربكم واحد في ذاته وصفاته: (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) (الإخلاص/ 3-4).

(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى/ 11).

وإن ربكم واحد في ربوبيته، تفرد بالخلق وحده، وتفرد بالملك وحده، وتفرد بالرزق وحده، وتفرد بالتدبير وحده، وتفرد بالسلطان على الكون وحده: (قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ) (المؤمنون/ 88-89).

ومادام الله هو الخالق الرازق المدبِّر فهو وحده المستحق للعبادة، وحده المستحق للمحبة المطلقة، وحده المستحق للخشية والرجاء، وحده الجدير بالاستعانة والدعاء، وحده الجدير بالاستغاثة والنداء، وحده الخليق بالطاعة والاستسلام، ومنهجه وحده الجدير بالسلطان والبقاء.

(إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (الأنعام/ 79).

(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام/ 162-163).

وطالما أنّ المؤمن موحِّدٌ لله مخلص له وجهه فهو في رحاب المغفرة والرضوان، وفي دائرة النجاة والخلاص:

(إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ...) (النساء/ 48).

قال رسول الله (ص) لمعاذ (رض): "يا معاذ بن جبل! هل تدري ما حق الله على عباده وما حق العباد على الله؟ فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله ألّا يعذب من لا يشرك به شيئاً".

أيها الأحباب:

إنّ بعض المسلمين يقومون بأعمال تناقض التوحيد الخالص وهم لا يشعرون. بعض المسلمين يظنون أنّ الأولياء الميتين بملكون لهم النفع والضر وهم في قبورهم، ويملكون لهم الشفاعةَ عندَ الله وهم في قبورهم، ويدفعون عنهم المصائب والأمراض ويجلبون لهم الخيرالت وهم في قبورهم. فيقصدون هذه القبور ويتمسحون بها، وينذرون ويذبحون لأصحابها، ويستغيثون بهؤلاء الأولياء، ويدعونهم، ويسألونهم ما هو من اختصاص الله وحده كالشفاء والرزق، والتوفيق والحماية من شر الخلق.

والحق أنّ هؤلاء الأولياء الصالحين إنما هم بشر ضعفاء، إلى الله فقراء، لا ينفعون ولا يضرون، ولا يجلبون خيراً ولا يدفعون شرّاً، ولا يستطيعون لنا شيئاً بعد أن أصبحوا في عداد الأموات:

(.. أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) (الزمر/ 38).

(.. وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (فاطر/ 13-15).

وكيف يجوز لنا أن نستعين بغير الله ونحن نردد في كلّ صلاة قول الله تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة/ 5).

وكيف يجوز لنا أن نسأل غير لله ورسولنا (ص) يقول: "إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعْلَمْ أنّ الأُمّة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف".

وإذا كان الرسول (ص) نفسه يعلن أنّه لا يملك للناس ضرّاً ولا رشداً، فماذا يملك لنا الأولياء وهم في قبورهم؟!

(قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا * قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا) (الجن/ 20-22).

فلْنَستغث بالله وحده، ولْنستعن بالله وحده، ولْنلجأ إلى الله وحده، ولْنسأل الله وحده، فهو وحده القادر على دفع الشر وجلب الخير، وهو القادر على الرزق، وهو القادر على الشفاء، وهو القادر على التوفيق، وهو القادر على حمايتنا من كلِّ سوء، وهو على كلِّ شيء قدير:

(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) (الأنعام/ 17-18).

إخوةَ الإيمان:

مما ينافي التوحيدَ أيضاً إتيان العرافين والمنجمين، واعتقاد علمهم الغيب، وتصديقهم بما يقولون:

فالغيب لا يعلمه إلا الله وحده: (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ...) (النمل/ 65).

والله لم يظهرْ غيبَه كُلَّه لأحد بل أظهر بعضَه لرسله عن طريق الوحي ليؤيد رسالتهم، ويدعم حجتهم، ويثبت أفئدتهم:

(عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا * لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا) (الجن/ 26-28).

وإذا كان الرسول محمَّد (ص) وهو خير الخلق لا يعلم الغيب فكيف يعلمه المنجِّمون؟! (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ...) (الأنعام/ 50).

وإذا كان الجن الذين يمدون المنجِّمين بالتنبؤات لا يعلمون الغيب فكيف يعلمه المنجِّمون؟! (فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) (سبأ/ 14).

ومادامت سبل علم الغيب مغلقة أمام المنجمين فكلُّ نبوءاتهم كذب وضلال. وإتيانهم سفه وجهل وتضييع للأوقات والأموال، وتصديقهم تكذيب لصريح القرآن: يقول الرسول (ص): "من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنْزِلَ على محمَّد".

فاحذروا – أيها الأحباب – شعوذة المنجِّمين وأكاذيب العرافين، ونزهوا عقولكم عن هذا العبث، واحمدوا الله على نعمة الهداية إلى الحق المبين.

إخوةَ الإسلام:

مما يصادم التوحيد ما يعلقه بعض الناس من الأحجبة والتمائم، معتقدين أنها تدفع العين وترد الحسد، فهذه الأشياء لا حول لها ولا قوة، ولا أثر ولا فعل. الله وحده هو الذي يكشف السوء، ويفرج الكرب، ويدفع الضرر. والرسول (ص) نهى عن التمائم، وعدَّ تعليقها منافياً للتوحيد حين قال: "من علَّق تميمة فقد أشرك".

والله يعلمنا في القرآن أن نقول: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) (سورة الفلق).

أيها الإخوة:

بعض المسلمين يتطيرون ويتشاءمون برؤية بعض الناس، أو بعض الأشياء، ويعتقدون أنّ هذه الأمور تؤثر في سير حياتهم وفي مستقبلهم، وتسبب لهم الإخفاق والتعاسة، وهذا وهم فالله هو الفاعل في هذا الكون وهو المدبِّر لأمره، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فعلى المؤمن أن يتوكل عليه، ويؤمن بقضائه وقدره، ويمضي لما أراد من عمل، موقناً أما ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.

عبادَ الله:

مما يصادم التوحيد الحلف بغير الله. لالحلف تعظيم للمقسَمِ به، وليس هناك أعظم من الله ليقسَمَ به. فإذا أقسم المسلم بغير الله فإنّه يعظمه أكثر من الله وهذا ينافي التوحيد. يقول الرسول (ص): "من حلف بغير الله فقد أشرك"، ويقول: "من كان حالفاً فلا يحلف إلا بالله".

فاحلفوا بالله وحده، وعظموا الله وحده.

ومما ينافي التوحيد كذلك – أيها الأحباب – اللجوء إلى السحر، واعتقاد أنّ السحرة يستقلون بالتأثير والفعل والضرر.

قال تعالى: (.. وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (البقرة/ 102).

أحباب الله:

إنّ الله عزّ وجلّ هو المشرِّع، وهو المحلِّل والمحرم، ونحن عبيده علينا أن نحل ما أحل، ونحرم ما حرم، وعلينا أن نحتكم إلى شرعه، وننقاد لأمره:

(.. إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ...) (يوسف/ 40).

ومن اتخذ مشرِّعاً غير الله، وأحل ما حرم الله، وحرم ما أحل الله فقد أشرك بالله عزّ وجلّ. ولقد شدد الله النكير على اليهود والنصارى لأنّهم جعلوا من علمائهم وأحبارهم ورهبانهم مشرِّعين لهم، وأرباباً من دون الله يحلون لهم الحرام، ويحرمون عليهم الحلال وهم ينقادون لهم ويطيعون أمرهم.

فاحتَكِمُوا إلى الله وحده، واعلموا بشرعه وحده، وانقادوا لأمره وحده. وابتغوا وجهه وحده، وتطلعوا لرضاه وحده، وإياكم والرياء، وطلب السمعة والثناء، فهو يصادم التوحيد، ويحبط الأعمال:

(.. فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) (الكهف/ 110).

ارسال التعليق

Top