◄يوجد في الطبيعة عدد غير محدود من الألوان، فهل ورد في القرآن الكريم جميع هذه الألوان على اعتبار أنّ الله تبارك وتعالى لم يفرط في الكتاب من شيء؟
في الواقع نجد أنّ جميع الألوان تعود إلى أربعة ألوان رئيسة أو أوّلية، ويتم تشكيل جميع الألوان الأخرى بعملية مزج بين هذه الألوان. وهذه الألوان الرئيسة هي الألوان الموجودة في القرآن الكريم. ونجد في القرآن الكريم اللونين الأبيض والأسود، أيضاً لأنّ لهما وضعاً خاصّاً بين الألوان مع إنّهما ليسا لونين رئيسيين. وعلى هذا يمكن القول إنّ جميع الألوان موجودة في القرآن.
في الألوان هناك فرق بين ألوان الضوء وألوان الدهان، حيث نجد أنّ الألوان الرئيسة للضوء هي ثلاثة: الأحمر والأزرق والأخضر. أمّا الألوان الرئيسة للدهان، فهي ثلاثة أيضاً: الأحمر والأزرق والأصفر، أي إنّ الأحمر والأزرق مشتركان في ألوان الضوء والدهان، والأخضر لون أساسي في الضوء وغير أساسي في الدهان، والأصفر لون أساسي في الدهان وغير أساسي في الضوء، وقد ورد في القرآن الكريم ما يشير إلى هذا أيضاً، كما سنرى.
إنّنا نرى ضوء الشمس أو ضوء المصباح الكهربائي أبيض، وهو في الحقيقة مزيج من الألوان، ولكن العين المجردة لا تستطيع تحليل اللون الأبيض إلى مكوناته وهي الأحمر والأزرق والأخضر.
اللون الأبيض هو مزيج من الثلاثة الألوان الرئيسة، ويمكن الحصول على ألوان مختلفة بمزج لونين أو أكثر، فيمكن مثلاً الحصول على اللون الأصفر في الضوء بمزج ضوء أحمر مع ضوء أخضر. وإذا تمّ مزج ضوء أصفر مع أزرق فيتم الحصول على ضوء أبيض لأنّ الأصفر في الأساس مزيج من اللونين الأحمر والأخضر في الضوء.
أمّا في الأجسام أو الدهان، فإنّ الوضع يختلف، حيث إنّ أحد الألوان الرئيسة يختلف، كما إنّ عملية مزج ألوان الدهان تعطي ألواناً مغايرة لمزج ألوان الضوء. فإذا كان مزج اللونين الأصفر والأزرق يعطي ضوءاً أبيض في الضوء، فإنّه يعطي لوناً أخضر في الدهان.
إنّ لون أي جسم يعتمد على اللون أو الألوان التي يعكسها ذلك الجسم. فإذا سقط ضوء على جسم أحمر، فإنّ هذا الجسم يمتص جميع الألوان الموجودة في الضوء ويعكس لونه فقط وهو هنا اللون الأحمر وبالتالي يظهر هذا اللون الأحمر للعين.
أمّا الجسم الأسود، فإنّه يمتص كلّ الضوء الواقع عليه ولا يعكس أي لون لذلك يظهر أسود. أمّا الجسم الأبيض، فإنّه لا يمتص أي ضوء ويعكس جميع الألوان التي تقع عليه لذلك يظهر باللون الأبيض.
وفيما يلي بيان لكيفية ورود هذه الألوان في القرآن الكريم:
- الأبيض:
الأصل الثلاثي للون الأبيض هو (بيض) والأصل الثنائي هو (بي) الذي يعني الزوال، حيث نجد أنّ اللون الأبيض في ظاهره كانت اللون الذي زال عنه كلّ الألوان وهو في حقيقته اللون الذي يحتوي كلّ الألوان، وبالتالي نجد أنّه يعكس كلّ الألوان. وكون اللون الأبيض من الزوال ويوجد فيه كلّ الألوان، فهذا هو أساس الكلمة العربية، حيث إنّها تحتوي المعنى وعكسه دائماً. فاللون الأبيض كأنّه زالت عنه كلّ الألوان وهي في الحقيقة موجودة فيه.
استعمل البياض في القرآن الكريم بالمعاني التالية التي تشترك كلّها في معنى الزوال:
- اللون الأبيض المعروف في مثل قوله تبارك وتعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) (البقرة/ 187)، فهنا يأتي البياض بمعنى بياض النهار مقابل سواد الليل، والبياض هنا يعني زوال سواد الليل.
- بياض الوجود مقابل سوادها، قال تعالى: (وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (آل عمران/ 107)، والذين تبيض وجوههم هم الذين يزول عنهم كلّ ما يكدر الوجوه ويسودها.
- وصفت خمرة الآخرة بأنّها (بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ) (الصافات/ 46)، وهذا لا يعني – والله أعلم – أنّ خمرة الآخرة لها لون واحد وهو اللون الأبيض، ولكنّه يعني أنّ هذه الخمرة قد زال عنها كلّ مساوئ خمر الدنيا وبقيت لذتها، لأنّ البياض من الزوال.
- شبّه الله تبارك وتعالى الحور العين في الجنّة بالبياض في قوله تبارك وتعالى: (وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ * كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ) (الصافات/ 48-49) والبياض هنا، كبياض الخمر، بمعنى زوال كلّ الصفات السيِّئة في الجسم وغيره وبقاء كلّ الصفات الجميلة خلقاً وخُلقاً.
- استعمل البياض أيضاً ليدل على زوال البصر في قوله تبارك وتعالى: (وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) (يوسف/ 84).
ممّا سبق نلاحظ أنّ البياض اُستخدم في القرآن الكريم بمعنى الزوال سواء كان هذا الزوال إيجابياً أو سلبياً، لأنّ المعنى الأصل هو معنى مجرد لا يدل على الإيجابية أو السلبية، وبالتالي يمكن أن يستخدم في أيهما.
- الأسود:
اللون الأسود من الأصل الثلاثي (سود) الذي هو من الأصل الثنائي (سو) بمعنى الضيّق، وقد اُستعمل هذا الأصل في القرآن الكريم:
- ليدل على اللون الأسود المعروف في مثل قوله تبارك وتعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) (البقرة/ 187) وهذا السواد هو سواد الضوء، حيث نجد أنّ في سواد الليل ضيق في مجال الرؤيا والحركة... إلخ. وفي سواد الأشياء، قال تبارك وتعالى: (وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ) (فاطر/ 27)، وهذه الغرابيب السود تمتص جميع الألوان كأنّها تضيق عليها. أمّا معاني هذا الضيّق واستعمالاته، فنتركه للمختصين.
- وليدل على سواد الوجه بمعنى الخزي والغم والهم، قال تعالى: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) (آل عمران/ 106)، فالسواد هنا ليس تغير اللون، فإنّ لون الوجه قد يكون أبيض ولكنّه مسوّد بمعنى مضيق على صاحبه من الخزي والعار على ما اقترف في الحياة الدنيا من معاصٍ.
- وليدل على السيادة بمعنى الأفضلية والشرف والسلطة لأنّ السيد والسيادة من هذا الأصل (سود). والضيّق في السيادة من الأعباء التي يحملها السيِّد على عاتقه لأنّ السيادة ليست مجانية. وقد وصف الله تبارك وتعالى نبيّه ورسوله يحيى (ع) بأنّه كان سيِّداً في قوله تبارك وتعالى: (مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا) (آل عمران/ 39).
ممّا سبق، نلاحظ أنّ في السواد مزايا كالسيادة، وعيوب كسواد الوجه، من المعاصي وليس خلقة، لأنّ الإنسان قد يكون لون بشرته سوداء ووجهه أبيض، أو لون بشرته بيضاء ووجهه أسود.
- أصفر:
اللون الأصفر من الأصل الثلاثي (صفر)، الذي هو من الأصل الثنائي (صف) بمعنى التجميع. واللون الأصفر هو لون أساسي في الدهان وغير أساسي في الضوء. وقد ورد اللون الأصفر في خمس آيات في القرآن الكريم:
- أوّلها في سورة البقرة، وهو لون البقرة التي أمر بني إسرائيل بذبحها، قال تعالى: (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا) (البقرة/ 69). ويبدو، والله أعلم، أنّ الصفار هنا يدل على تجمع جميع الصفات التي كانوا يسألون عنها في هذه البقرة.
- وورد اللون الأصفر في قوله تعالى: (ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا) (الزمر/ 21)، هذا في سورة الزمر، وورد في آية مشابهة في سورة الحديد، ولكن في كلمة يكون بدلاً من يجعله. والآيتان تتحدّثان عن الزرع عندما يحين أوان حصاده وجمعه فإنّه يصفر، وبالتالي فإنّ الصفار دليل التجميع، وهذا هو الأصل.
- والآية الأخرى التي فيها اللون الأصفر، قوله تبارك وتعالى في سورة المرسلات: (إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ) (المرسلات/ 32-33). والصفار هنا هو لون الجمالة التي هي على الغالب حبال السفن الغليظة الصفراء، وهي على الغالب تكون متجمعة على بعضها في السفن لحين الحاجة، وتشبيه الشرر بها بمعنى أنّ الشرر أصفر طويل ملتف، أي متجمع على بعضه.
- والآية الأخيرة التي فيها اللون الأصفر، هي قوله تبارك وتعالى في سورة الروم، وهم بنو الأصفر: (وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ) (الروم/ 51). والآية تتحدّث عن اصفرر الزرع قبل أوانه بفعل الريح، أو اصفرر ما من طبيعته في الظروف العادية عدم الاصفرر. وتوضح الآية موقف الكفار الذين يجحدون النعمة في الخير وفي الابتلاء بالشرّ. الشاهد في الآية أنّ بعض أنواع الريح تفسد النبات وتجعله يظهر وكأنّه أحصد بمعنى اجتمع نموه، وهو في حقيقته قد فسد.
اللون الأصفر هو لون أساسي في الدهان كما ذُكر سابقاً، والملاحظة في الآيات التي ورد فيها اللون الأصفر إنّها جميعاً في ألوان الأشياء المادّية الملموسة، أي في الدهان، وليس في الضوء. وهذه إشارة لطيفة إلى هذه الحقيقة العلمية وهي أنّ اللون الأصفر أساسي في الدهان وليس في الضوء حيث إنّه في الضوء يتكوّن من اجتماع اللونين الأخضر والأحمر.
- الأخضر:
اللون الأخضر من الأصل الثلاثي (خضر)، وهو من الأصل الثنائي (خض) بمعنى الذل والرقة واللين. واللون الأخضر هو أحد الألوان الأساسية في الضوء، لذلك قال الله تبارك وتعالى: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأخْضَرِ نَارًا) (يس/ 80)، حيث ربط بين الخضار وبين النار التي هي مصدر الضوء. أمّا كون اللون الأخضر يدل على الذل والرقة واللين، فهو واضح في الآيات الثمانية التي ورد فيها هذا اللون في القرآن الكريم، حيث ورد الخضار في الثياب والرفرف، وهي الوسائد، وكذلك في الشجر والزرع، ومنه:
- قوله تبارك وتعالى: (وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ) (الكهف/ 31)، والثياب الخضراء في الآية تشير إلى رقة ولين هذه الثياب المصنوعة من السندس والإستبرق. وبالتالي ليس شرطاً أن تكون جميع ثياب أهل الجنّة خضراء اللون.
- قوله تبارك وتعالى في سورة الحج: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الأرْضُ مُخْضَرَّةً) (الحج/ 63). واخضرر الأرض هنا يشير إلى جمال ورقة ولين الأرض في هذا اللون، كما يشير إلى تذليلها للإنسان والحيوان. أمّا اللون الأخضر كلون، فإنّه يكون غالباً على الأرض في هذه الحالة.
- الأحمر:
اللون الأحمر من الأصل الثلاثي (حمر)، وهو من الأصل الثنائي (حم)، الذي يعني البقاء والثبات. وقد ورد هذا الأصل كلون في القرآن الكريم في آية واحدة وهي قوله تبارك وتعالى في سورة فاطر: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ) (فاطر/ 27). والآية تشير إلى اختلاف ألوان الثمرات وكذلك الجبال، والآية بعد الآية السابقة تشير إلى اختلاف ألوان الناس والدواب والأنعام وذلك قوله تبارك وتعالى: (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ) (فاطر/ 28)، ثمّ يأتي قوله تبارك وتعالى في الآية نفسها: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ).
لابدّ أن يكون هناك علاقة بين اختلاف ألوان الجبال واختلاف ألوان الناس والثمرات والدواب والأنعام وكلّ هذه المخلوقات مخلوقة من الأرض، وربّما من الجبال بشكل أخص لأنّ الله سبحانه وتعالى جمع بين الجبل والجبلة، وهي المخلوقات من الناس، بقوله تبارك وتعالى: (وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأوَّلِينَ) (الشعراء/ 184).
اللون الأحمر هو لون رئيسي في الضوء وفي الدهان، وهو يشترك في هذه الخاصية مع اللون الأزرق، وهذا مظهر من مظاهر الثبات في اللون الأحمر.
يشترك اللون الأحمر مع الحمار في الأصل، كما أنّ اللون الأحمر يشترك مع الحمأ الذي يفسر بالطين الأسود، كما يشترك مع الحمد، والحمل، والحم، بمعنى الحرارة، في الأصل، وكلّ هذه الكلمات تشير إلى الثبات والبقاء.
يشترك الحمار مع اللون الأحمر في الأصل وكلاهما من الأصل حمر الذي يعني الثبات والبقاء، ويبدو، والله أعلم، إنّ الحمار سمِّي بهذا الاسم لثباته تحت الحمل، ولخلقه للحمل في الأساس. والحمل يحتاج إلى مَن أو ما يثبت تحته.
وقد ورد اسم الحمار في خمس آيات في القرآن الكريم منها الآية الخامسة في سورة الجمعة وهي قوله تبارك وتعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا). والغريب في هذا الجزء من الآية أنّ معظم كلماتها فيها حمل أو معنى من معاني الحمل. فكلمة حمل وردت ثلاث مرّات والحمار كوسيلة للحمل ورد مرّة واحدة، والتوراة تحمل أشياء كثيرة وكذلك الأسفار تحمل أشياء كثيرة، وفرق كبير بين حمل التوراة والأسفار وحمل الحمار، الذي لا تعني الأسفار التي على ظهره له سوى الثقل.
- الأزرق:
اللون الأزرق من الأصل الثلاثي (زرق) وهو من الأصل الثنائي (زر)، بمعنى القلة والضيق. واللون الأزرق هو أحد الألوان الرئيسة في الضوء والدهان، وهو يشترك في هذه الخاصية مع اللون الأحمر.
إنّ استخدام هذا الأصل في معنى القلة والضيق واضح، ومنه:
- زرق: دخل في مكان ضيّق.
- زرق الطائر: ذرق، وهذا من قلة وضيق ما يخرجه الطائر من مخلفات.
- زرق: عمى، وفي العمى قلة وضيق، قال تعالى: (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا) (طه/ 102)، وسواء كان المقصود بالزراق هنا هو العمى أو اللون، فإنّ المعنى إنّهم يحشرون في قلة وضيق. والأرجح أنّ المقصود بالآية اللون وليس العمى، لأنّ لون الجلد يميل إلى الزراق عند نقص الأوكسيجين مثلاً، وهذا يشير إلى الضيق.
- الزورق: القارب الصغير، سمِّي زورقاً لضيقه وقلته مقارنة مع السفينة مثلاً.
ويرتبط اللون الأزرق بالضيق والقلة بشكل واضح، فالبلاوي دائماً زرقاء، وبعض الأمراض مربوطة باللون الأزرق، فهناك الزراق، والزراق المعوي، وزراق الرضيع... إلخ.►
المصدر: كتاب إعجاز الكلمة في القرآن الكريم
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق