• ٢٧ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

التفكير العلمي والدين

أ.د. عثمان حمود الخضر

التفكير العلمي والدين

◄الدين ضرورة للإنسان، فهو يشبع حاجته الروحية والفطرية للتدين، ويمده بالراحة والسكينة. وهو السبيل إلى تعريف الإنسان بربه معرفة صحيحة متكاملة، وذلك بالتعرف إلى أسماء الله الحسنى وصفاته العلا، وما يجوز وما لا يجوز في حقه سبحانه، ومعرفة كيف يجب أن تكون علاقته بربه. كما أنّه السبيل الوحيد لتعريف الإنسان بمصدره، ومساره، ومآله، والغاية من خلقه. كما يحدد الدين الطريقة التي يجب أن يسلكها الإنسان في حياته، وهو ما يعرف بالشريعة.

والإسلام يؤمن بأنّ هناك عالمين، عالم محسوس، نراه ونحسه ونتفاعل مباشرة معه، ويمكن أن نستدل عليه من خلال المنهج العلمي، ويسمى بعالم الشهادة. وهناك عالم آخر، لا يدركه الإنسان بحواسه ولا يصلح المنهج العلمي للاستدلال عليه، ويسمى بعالم الغيب، وقد وصف الله سبحانه نفسه بأنّه: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) (الحشر/ 22)، فالله وحده سبحانه الذي يعلم ما يجري بكلا العالمين.

والله جلّ وعلا يعلم أنّ أمور الغيب لا يسع الإنسان إدراكها بحواسه القاصرة، لذا أنزل الله الوحي على رسله، يأمرهم بتبليغ رسالته إلى الناس، وحيث إنّ كثيراً من الناس يميل إلى عدم تصديق ما لا يدركه بحواسه فقط، فقد أمد الله رسله بالمعجزات المادية الخارقة للعادة إثباتاً لنبوتهم وبرهاناً على صدقهم. وغالباً ما تكون هذه المعجزات من جنس ما اشتهر به قوم ذلك النبي، فقد اشتهر قوم موسى (ع) بالسحر، فأمر الله موسى بإلقاء عصاه، فتحولت إلى ثعبان أمام أعين سحرة فرعون، وضرب بعصاه البحر فانفلق وظهرت اليابسة فاجتازها هو ومن تبعه. كما اشتهر قوم عيسى بالطب فداوى عيسى (ع) الأبرص والأعمى وأحيا الموتى بإذن الله، وكان يعمل تماثيل من الطين كالطيور، ثمّ ينفخ فيها فتكون طيراً بإذن الله، كما أنزل له مائدة بأصناف الطعام من السماء بطلب من قومه. وأيد الله نبيه صالحاً (ع) بمعجزة الناقة العظيمة التي أخرجها من بين الصخور. أما معجزة إبراهيم (ع) فهي أن جعل النار التي أراد قومه أن يحرقوه فيها برداً وسلاماً عليه. واشتهر العرب بالبلاغة، فأنزل الله إليهم معجزته الخالدة وهي القرآن الكريم، فكان أن عجز العرب أن يأتوا بسورة من مثله.

واشتهر العرب بالبلاغة، فأنزل الله إليهم معجزته الخالدة وهي القرآن الكريم، فكان أن عجز العرب أن يأتوا بسورة مثلة، يقول تعالى: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة/ 23). ورد الله سبحانه على من أدعى أنّ من جاء بالقرآن هو محمّد (ص)، رغم أنهم يعلمون أنّه أمي لا يقرأ ولا يكتب ولا يحسن نظم الشعر، فقال سبحانه: (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) (العنكبوت/ 48)، وتباهى الله بكتابه حين قال: (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصّلت/ 42).

كما أيد الله رسوله بمعجزات أخرى كانشقاق القمر، والإسراء والمعراج، وتكثيره للطعام، وغيرها من المعجزات والبركات، ومن بركته أنّ الماء يكثر بين يديه، فقد أخرج الشيخان عن أنس (رض) أنّ النبي وأصحابه كانوا بالزرواء فدعا بقدح فيه ماء فوضع كفه فيه فجعل الماء ينبع من بين أصابعه وأطراف أصابعه فتوضأ أصحابه به جميعاً. قلت لأنس كم كانوا قال: زهاء ثلاث مائة". وروى البخاري عن ابن معسود (رض) قال: انشق القمر في عهد رسول الله فرقتين فرقة فوق الجبل وفرقة دونه فقال (ص): "اشهدوا". قال تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (القمر/ 1). وأخرج مسلم من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): "رأيتني من الحجر وقريش تسألني عن مسراي فسألوني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كرباً ما كربت مثله قط فرفعه الله لي أنظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به".

لقد تعاضدت المعجزات والشوهد والسيرة العطرة على صدق نبوة محمّد (ص)، لذا وجب اتباعه وتصديقه فيما يخبره عن ربه جلّ وعلا، وفي كلّ ما ثبت من حديثه، سواء أكان أمراً غيبيّاً أم معلوماً. وعلى ذلك فإنّ اتباع كلّ ما جاء به (ص) تم بناء على يقين من أنّه (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم/ 3-4).، يقينا أثبتته معجزاته، وأولها القرآن الكريم، وسيرته التي تشهد بصدقه (ص)، فضلاً عن أنّ كلَّ ما جاء به لا يتعارض مع منطق العقل السليم، ولا فطرة الإنسان السوي. لذا نحن نصدِّق ما جاء به (ص) حتى لو كانت من أمور الغيب التي لا ندركها. لذا فإنّ أمور الدين وقضاياه لا تندرج تحت باب الخرافات، بل إنّ الدين أول من أشهر سيفه محارباً الخرافة والدجل، والسحر والشعوذة، فقال (ص): "من أتى عرافاً فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة" رواه مسلم، وفي رواية أخرى: "فقد كفر بما أنزل على محمّد صححه الألباني. كما نهى عن أعمال السحر واعتبرها من الكبائر.

ويرى ريان (2011، ص82) أنّ "القرآن جميعه قطعي الثبوت، لأنّه ورد عن طريق التواتر، من جمع عن جمع كلّهم ثقاة يستحيل تواطؤهم على الكذب، وكذلك السنة النبوية، كأركان الإيمان والحساب يوم القيامة والجنة والنار والصراط والميزان وغيرها، وهذه الأمور لا يجوز أن نحاكمها بالتفكير الناقد، ولا أن نخضعها للصحة والخطأ، فالعقل طريق الإيمان بالله تعالى، يبحث في الآثار الدالة على وجوده، وهي مثبوتة في كلِّ خلق، ويبحث العقل في القرآن الكريم ليقف على دلائل إعجازه التي تنطق بأنّه من عند الله تعالى، ولكن العقل لا يستطيع أن يبحث في الملائكة من حيث طبيعتهم ووظائفهم، ولا يستطيع أن يبحث في الجنة والنار ولا أمور الغيب جميعها؛ لأنّه ليس مؤهلاً للبحث فيها، فهي لا تقع في مجاله".

ولقد تناول الدكتور عمرو شريف في كتابيه "رحلة عقل (2011) و"كيف بدأ الخلق" (2012) لعلاقة العلم بالدين، وكيفية نشوء الكون، وهي مواضيع مهمة مازالت مثار اهتمام العلماء والباحثين. ولأهمية الموضوع، سنتناول في هذا القيم بعضاً من القضايا التي أثارها المؤلف في كتابيه.

فالفلسفة الوضعية تتبنى فكرة أنّه ما لا يمكن رصده، لا وجود له، لذا ترفض التفكير في كلِّ ما هو غيبي، وترى أنّ قبول أي مسألة أو رفضها يتوقف على القدرة على إثباتها أو نفيها عملياً بالتجربة، أو رياضياً، أو منطقياً، وما لا يمكن أن نثبته أو ننفيه بأي من هذه الطرق فلا معنى للخوض فيه. وترى أنّه لا يمكن إخضاع أي من المفاهيم الغيبية لهذه الطرق من الإثبات. وإذا كنا لا نستطيع أن ندرس إلا ما يمكن إدراكه بالحواس، فكيف لنا أن ندرك الأمور التي هي في دائرة الغيبيات؟

غير أنّ الفيلسوف "لودفيج ويتجنشتين" يرى أنّه كما لا يمكننا أن نطبق طرق بحث العلوم التجريبية كالفيزياء والكيمياء التي تعتمد على الحواس، على العلوم الإنسانية كالفلسفة والمنطق والأخلاق واللغات والتاريخ وغيرها، كذلك لا يمكن دراسة المفاهيم الدينية بمقاييس المفاهيم العلمية.

ويقدر العلماء عمر هذا الكون بـ13.7 بليون سنة، وأنّ هذا الكون كان في تشكل وتهيؤ لاستقبال الإنسان، إنّه كون قديم تم بناؤه على هيئة تجعله ملائماً تماماً لحاجات الإنسان، وهو ما يسمى بـ"المبدأ البشري" The Anthropic Principle، ولا يمكن أن يتصور أنّ دقة هذا البناء وملاءمته الشديدة والدقيقة لحياة الإنسان أمر حدث مصادفة.

لقد قدم العلم، لاسيّما فيزياء الكم، الأدلة العلمية التي تشير إلى أمرين مهمين: الأوّل، هو أنّ للكون بداية وليس أزليا، والثاني، هو أنّ الكون نشأ من العدم. يقول "ستيفن هوكنج": "إنّ توصلنا إلى معادلات تشرح كيف بدأ العالم، لا يعني أنّ الإله غير موجود، ولكن يعني أنّه لم يخلق الكون عشوائياً، ولكنه خلقه تبعا لقوانين" (شريف، 2011، ص82). ويقول "أنتوني فلو"، وهو فيلسوف ملحد مشهور تحول إلى الإيمان في أواخر حياته، "إنّ من أبسط وأدل البراهين على وجود خالق لهذا الكون هو ما يعرف "ببرهان التصميم" Design Argument أو ما يسمى "البرهان الكوني" Cosmic Argument، ويعني أنّ دقة بناء الكون وانتظامه يشير إلى وجود مصمم ذكي، فضلاً عن دقة القوانين التي تحكم الكون واتساقها، كقانون الحركة لنيوتن، التي يمكن أن نعبر عنها بمعادلات رياضية دقيقة. لكن السؤال المهم هو من صاغ هذه القوانين؟

عاش سير "أنتوني فلو" حياته الفلسفية ملحداً منذ سن الخامسة عشر، قبل أن يعلن يقينه بوجود الإله، حين قارب التسعين. يقول "أنتوني فلو" أكرر: إنّ رحلتي إلى الإله كانت رحلة عقلية صرفة. لقد تتبعت البرهان إلى حيث قادني، فقادني هذه المرة إلى الإله الحي المكتفي بذاته، الأزلي الأبدي غير المادي، كلي الوجود، كلي العلم، كلي القدرة" (شريف، 2011 ص109).

ويقول "أينشتاين": "أريد أن أعرف كيف خلق الإله الكون، أريد أن أتعرف على أفكار الإله والباقي تفاصيل مكملة". كما ويصفه بأنّه "عقل علوي سام" و"عقل فائق"، ويُشبه أينشتاين ذلك بطفل صغير دخل مكتبة ضخمة مليئة بالمجلدات كتبت بلغات متعددة، يوقن الطفل أنّ هناك من كتب هذه المجلدات، ولكنه لا يعرف اللغات التي كتبت فيها، ولا كيف صُنفت هذه الكتب (شريف، 2011 ص85).

أما العالم الألماني "فيرنر هيزنبرج" Werner Heisenberg صاحب "مبدأ اللاحتمية" فيقول: كنت طوال حياتي مدفوعاً إلى تأمل العلاقة بين العلم والدين، ولم أجد في أي وقت مهرباً من الإقرار بدلالة العلم على وجود الإله. أما مؤسس فيزياء الكم "ماكس بلانك" Max Planck فيقول إنّه لا يمكن أن نجد تعارضاً حقيقياً بين العلم والدين، فكلاهما يكمل الآخر. وأدهش "بول ديفيز" Paul Davies الحاضرين، أثناء خطاب استلامه جائزة تمبلتون على أبحاثه حول العلاقة بين انسجام الكون ومنطقيته وقضية الألوهية عندما قال: إنّ العلم لن يتجاوز حداً معيناً من التقدم إلا إذا أقر بالمفاهيم الدينية.

حتى "تشارلز دارون" صاحب نظرية التطور، ينفي عن نفسه تهمة الإلحاد عندما يقول "من الصعب جدّاً، بل المستحيل، أن نتصور كوناً هائلاً ككوننا، وبه مخلوق يتمتع بقدراتنا الإنسانية الهائلة قد نشأ في البداية بمحض الصدفة العمياء، أو لأنّ الحاجة أم الاختراع، وعندما أبحث حولي عن السبب الأول وراء هذا الوجود، أجدني مدفوعاً إلى القول بمصمم ذكي، ومن ثم فإني أؤمن بوجود الإله" (شريف، 2011، ص93).

ويدرك العلماء اليوم دور الجينات الوراثية في بناء الكروموسومات داخل نواة الخلية، إنّها تحمل معلومات خاصة بكيفية عمل الخلية، وكذلك صفات الكائن الحي التي ستنقل إلى الجيل التالي، لكن السؤال الأهم هو كيف لهذه المعلومات، أو وصفة الخلق، التي تحملها الـDNA التي تتكون منه الكروموسومات، أن تتحول إلى خلق حقيقي، إلى إنسان من لحم ودم، إنها مهما بلغت من تعقيد وإبهار، ستبقى معلومات غير قادرة على التشكل أو التخلق، دون تدخل قوة أخرى ما زلنا نجهلها تماماً!

ويطرح شريف التساؤل الآتي: "فكر في التالي، قام أرقى المصممين المعماريين بتحديد أدق التفاصيل الهندسية للبيت الذي يزمع بنيانه، شكل البناء، والمواد المطلوبة لبنائه، وكيف سيتم وضعها، وعدد العمال المطلوب أن يشتغلوا في بنائه، وغير ذلك، هل يمكن لهذه التفاصيل المذكورة بالحبر على ورق أن تتحول من تلقاء نفسها إلى بيت ذي وجود حقيقي"؟

يلخص عمرو شريف رحلة "أنتوني فلو" في كتابه "رحلة عقل" بأربع قضايا كبرى رئيسة، أسهم في بلورتها ما عرف بمفهوم المبدأ البشري، والبرهان الكوني أو برهان التصميم، الذي يعني أنّ نشأة الكون من عدم، وبنيته وقوانينه المحكمة، تدلان على خالق عظيم:

1-  هناك شبه إجماع بين العلماء المختصين على أنّ المكان والزمان والطاقة والمادة خرجت جميعها من العدم إلى الوجود منذ 13.7 بليون سنة نتيجة ما عرف بالانفجار الكوني الأعظم. وإذا كانت القاعدة هي أنّ لكلِّ حدث سبباً، فلا يمكن تفسير نشأة الكون من عدم إلا بالقول بموجد أوّل لا موجود له، هو الذي أوجد كلِّ شيء، أي أننا يجب ألا نقف عند الفكرة القائلة بأنّ الانفجار الأعظم هو سبب وجود الكون كما يدعي الملاحدة؛ لأنّ الانفجار الأعظم في حد ذاته في حاجة إلى سبب لحدوثه.

2-  الحياة التي نراها لدى جميع الكائنات الحية لا يمكن أن تكون نتيجة التفاعلات الكيميائية والقوانين الفيزيائية، فكيف اكتسبت جزيئات المادة غير الحية الحياة؟ لا يمكن تفسير ذلك إلا بوجود موجد لها يتمتع بالحياة.

3-  الإبهار الذي تشاهده في تصميم الكون والحياة، يدل على أنّ من أوجده حكيم، وعليم، وقادر.

4-  العقل الذي يتمتع به الإنسان لا يمكن أن يكون منشأة المادة غير الحية، التي تتركب منها الخلايا العصبية في الدماغ. إذن لابد أن يكون مصدر هذا العقل كيان آخر مبهر، خلقه خالق صانع عظيم عليم.

يقول "أنتوني فلو": إنه إذا كان هناك إله يسيطر على مصير الإنسان، فمن الحمق ألا نتعرف إليه ونعمل على مرضاته، وإذا كنا عاجزين عن إدراك ما وراء المادة التي ندركها بحواسنا، والتي يتكون منها الدماغ وجميع خلايا الكائن الحي، فلا يعني ذلك أنّه لا توجد قوة تمد هذه المادة بالحياة والبصيرة، ولكن تعني فقط أنّ حواسنا عاجزة عن إدراكها مباشرة.

ويلخص شريف (2011، ص93) أقوال هؤلاء العلماء بقوله: "إنّ العلماء المقرين بحكمة إلهية وراء الكون، لا يقومون بتقديم البراهين من أجل الدفاع عن مفهوم فلسفي، ولكنهم يعبرون عن واقع أظهره العلم الحديث وفرضه على العقول المنطقية المنصفة، بحجية أراها ملزمة وغير قابلة للدحض والتفنيد".

 

المصدر: كتاب التفكير.. أساليب ومهارات

ارسال التعليق

Top