- ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
1- مَن هم هؤلاء الأشخاص الذين اعتُبروا مبدعين؟
2- ما هي المعايير التي تُتبَع لاعتبارهم مبدعين؟
المعيار الأوّل – الشهرة التاريخية: أشهر معيار اعتمد لتصنيف المبدعين هو الشهرة التي اكتسبها المبدع عبر السنين، وظل إنتاج أعماله يحظى بالاعتراف والتقدير من المثقفين والمختصين والناس، وأمثال ذلك أفلاطون وأرسطو وابن سينا وابن خلدون والخوارزمي وأنشتاين وغيرهم. ومن غير المحتمل أن يثير أحد شكوكاً حول أي من هؤلاء لأنّ إبداعاتهم لم تفقد رونقها وقيمتها على مرّ السنين، وأصحاب الشهرة هؤلاء لا نستطيع إخفاء إبداعاتهم ولو أغفلنا العديد من جوانب شخصياتهم، سواء أكانت سلبية أو إيجابية؛ والدليل على إبداعاتهم صمودها أمام اختبار التاريخ.
المعيار الثاني – المصادر والمطبوعات: وهي الموسوعات والمعاجم وكتب التراجم وكتب التاريخ التي تبرز حياة شخص عبر تاريخه، وذكر أعماله التي قام بها، ولعلّ أقدم من ألف في ذلك المجال هو "جالثون" بكتابه الشهير "العبقرية الموروثة".
المعيار الثالث – أحكام الجزاء: وهذا المعيار له أهمية خاصة؛ حيث إنّ الباحث أو الخبير تكون عنده علاقة مع المبدع موضوع الدراسة بحيث يرى نتاجه ومدى فاعليته وتمييزه عن النتاجات الأخرى في المجال نفسه. وهنا يقوم الباحث بوضع عدة أساليب لاختيار المبدع. ومن هذه الأشكال:
1- ترتيب المرشحين في قائمة تبرز درجة إسهام كلّ واحد مع مدى تقدمه العلمي، وترتيبهم من الأعلى إلى الأدنى؛ كلٌّ في مجال تخصصه.
2- وضع عناوين رئيسة لمواصفات كلّ واحد على حدة، وتعبئة نموذج يبرز أصالة التفكير والمرونة والتخطيط والدقة والرقابة وغيرها.
3- ترشيح عدد من الأشخاص يكونون أكثر إبداعاً في مجالهم.
المعيار الرابع – غزارة الإنتاج: ويقصد به عدد الدراسات أو المؤلفات أو المنشورات وبراءات الاختراع التي أنجزها المبدع بمفرده أو مع آخرين، وتؤخذ نوعية الإنتاجات بالإضافة إلى الكم.
المعيار الخامس – مستوى الأداء على اختبارات الإبداع: تستخدم الاختبارات النفسية من قبل علماء النفس والتربويين المعنيين بموضوع اختبارات الإبداع بصورة واسعة، وإنّ الأشخاص الذين يتم اختبارهم كمبدعين هم الحاصلون على درجات عالية في هذه الاختبارات.
وهذه الاختبارات تعطي قياساً موضوعياً يسجل عملية التمييز بين الأفراد حسب أدائهم، وهو قياس يقتصر على الخصائص العقلية وليس له علاقة بالخصائص الشخصية والاجتماعية.
المعيار السادس – الملاحظة المباشرة: وهو يتميز بالرواية المباشرة والتجارب الحية التي يمكن على أثرها معرفة الإبداع وتمييزه. وهذا المعيار يعتبر من أهم معايير الإبداع؛ حيث إنّ النتيجة تظهر أمامك مباشرة ويمكن لمس حركة الإبداع، ويعتبر هذا هو الأسلوب الوحيد الذي يتيح فرصة التعرف على الإطار الداخلي المرجعي للفرد في مقابل الأساليب الأخرى التي تعتمد أساساً على أطر مرجعية خارجية كتقديرات الخبراء والمحكمين، وقد يساعد في التعرف على أفراد يرون أنفسهم مبدعين بينما لا يراهم الآخرون كذلك. ►
المصدر: كتاب الإبداع ذروة العقل الخلّاق
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق