• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

ضرورة معرفة الشباب

د. علي القائمي

ضرورة معرفة الشباب

◄من الضرورة التعرف على الشباب والاحاطة بجميع الجوانب التي يعيشونها. لأنّ ذلك هو الخطوة الأولى والأساس التي تتيح لنا اتخاذ المواقف المناسبة تجاههم. ففي مجال التربية لا يمكننا أن نهدي الشاب إلى الطريق الصحيح ما لم ندرك الأبعاد والجوانب التي تحيطه. وتتبع ضرورة التعرف على جيل الشباب من جانبين هما:

1-    بناء شخصية الشاب وهدايته وإرشاده على اعتباره إنساناً لابدّ أن يحظى بنصيبه من الحياة وبالشكل السليم، وليتاح لهم أن يسلكوا الطريق التي توصلهم إلى الخير والسعادة. كذلك أهمية التعرف والاطلاع على خصائص الشباب ومسألة ضياعهم والحيرة التي يعانون منها في اتخاذ المواقف اللازمة والضرورية من أجل تكوين شخصياتهم وبناءها. إضافة إلى احتياجهم للمنابع والمصادر المعرفية والثقافية التي تلائم عمرهم.

2-    توظيف طاقاتهم وقدراتهم في المجتمع على اعتبارها الثروات الثمينة لحاضر بلاهم ومستقبله وما يمكن أن يقدّموا من خدمات كبيرة لمجتمعهم ويجب اعدادهم الاعداد المناسب لاستلام المسؤوليات فالشباب يمرون في مرحلة يتعين على الآخرين أن يضمونهم إلى المجتمع لأن عدم الاكتراث والاهتمام بهم هو عدم الاهتمام بأهم الثروات العلمية للمجتمع.

إنّنا نسلك طريقاً مهمّاً، نسعى فيه إلى تربية الشباب وتنمية استعداداتهم. كما انّ الشباب أيضاً يسلكون أصعب مراحل حياتهم في هذه الفترة الزمنية.

انّ أغلب الآباء والمربين ليس لديهم الاطلاع الكافي عن الجوانب التي تحيط بحياة الشباب. وما يزيد من حساسية الموضوع هو انّ الآباء والمربين لا يمكنهم أن يوصلوا أبنائهم إلى الطريق ما لم يتخذوا المواقف المناسبة تجاه أبنائهم.

ويعتقد علماء النفس انّ هناك الكثير من الأمور التي لم يكن لها أي حسبان في ذهن الآباء والمربين، إذ انّها تنشأ فجأةً عند الشباب، لذا كثيراً ما نلاحظ أنّ المربين والمرشدين يتصرفون معها حسب رأيهم الشخصي.

من الناحية العلمية يستلزم على المربين أن يكنوا لأنفسهم الاطلاع الكافي بالبعد الجسمي والنفسي للشباب، كالدوافع والانتماءات ليتمكن لهم من بعد ذلك التخطيط للبرنامج الصحيح الذي يناسب الشباب.

ويتعين على المربي أن يدرك هل انّ الشاب يعيش وضعاً عادياً أم ظروف استثنائية ومدى تسلط الشاب على نفسه إضافة إلى الانفعالات التي تعتري حياة الشاب والمراهق. والنواقص والاحتياجات والمواقف. وكيفية اتخاذ الموقف الصحيح تجاه المراهق والشباب وكيفية توجيه أفكاره وقدراته.

 

ضياع الشباب:

إنّ المشكلة الكبيرة التي تواجه الآباء والمربين هي انّ الشباب ليسوا في المرحلة التي تؤهلهم لتقييم ذواتهم. فهم لا يدركون السبب في وجودهم وهدفهم في الحياة. وفي أي المجالات بامكانهم أن يحصلوا على الموفقية والسعادة. وأي المسؤوليات بإمكانهم أن يؤدونها.

وهم بحاجة إلى أن يدركوا ما هي احتياجاتهم؟ وان مطاليبهم إلى أي درجة معقولة؟ وهل مطاليبهم قيّمة وفي أي طريق يمكن أن تحقق؟ وأيّة فلسفة عليهم أن يختارونها لحياتهم؟ وفي أي فرع ومجال يتعين عليهم أن يوظفوا طاقاتهم كي يصلوا إلى السعادة؟

انّ الأعذار التي يقدمها المراهق أو الشاب بخصوص جهله بالأمور، هي أعذار مقبولة، لأنّه قد دخل إلى الحياة حديثاً والآخرون هم المعنيون بتوفير المعلومات اللازمة للشاب لكي يفهم الأمور كما هي. انّ أغلب الشباب الذين نعتبرهم منحرفين ما كانوا لينحرفوا إلّا أنّهم لم يصادفوا في حياتهم من يعينهم على فهم الأمور واتخاذ المواقف الصحيحة تجاهها.

كما انّهم لم يصادفوا من ينبههم إلى خطورة الحوادث التي يواجهونها، فداهمهم القلق والاضطراب وسلكوا الطرق المنحرفة كما تفاقمت عقدهم النفسية بمرور الزمان ولم يعد بإمكانهم أن يتخلصوا منها.

 

ضرورة رسم الطريق الصحيح للشباب:

إنّ من الضروري أن يصل الشباب إلى الطرق والمسالك التي تناسبهم والتي تؤدي بهم إلى أهدافهم المشروعة. كما من الضروري جدّاً أن يدخلوا الحياة الاجتماعية بيقظة وانتباه وحذر، وأن تبرمج أمورهم على نحو يضمن لهم حياة شريفة، كي يوفروا لأنفسهم احتياجاتهم الضرورية في الحياة بما فيها الجانب المادي.

لأنّ أبنائهم مرتبطين بنا إلى حد مرحلة البلوغ، وهم ينصاعون إلى أوامرنا في هذه المرحلة، ان ارتباطهم بالآباء يبعدهم عن الكثير من الخطورات المختلفة. ولكنهم ما أن يدخلوا مرحلة الشباب، نراهم لا يعيرون أهمية للنصائح والتوجيهات التي تسدى إليهم. إذ يسعون إلى تشكيل حياة مستقلة عن الوالدين. وأكثر ما يمكن ان نقدمه لهم هو أن نكون مستشارين جيدين لهم لا آمرين أو ناهين.

وكم سيكون رائعاً حينما تقترن قوة أجسامهم بالعلم والأخلاق والفضائل. إذ سيمتزج جمال الجسم بجمال الروح. نافلة القول انّ على الآباء والمربين أن يأخذوا بعين الاعتبار الابعاد الجسمية والنفسية والمعنوية للشباب وأن يوضحوا للشباب الكثير عن الحقائق ويجيبوا على تساؤلاتهم، إذ بدون ذلك لن يمكن لهم أن يرسموا للشباب الطريق الذي يوصلهم إلى الخير والسعادة.

 

كيفية بناء شخصية الشباب:

إنّ بناء شخصية الشاب تستلزم انماء جميع الجوانب الروحية والمعنوية للشاب وتطوير استدلالاته العقلية. وأن لا يفوتنا في ذلك إيجاد انسجام تام بين الصفات الأخلاقية والأساليب الفكرية بما يلائم ويناسب الاستعداد الذهني للشاب، كما يجب إيجاد توازن تام وانسجام كامل بين سلوك الشاب والقيم المبتغاة.

كما ان سنن الحياة هي السنن التي ستبقى تحكم حياة الشاب سواء في مرحلة الشباب أو في المراحل الأخرى من العمر، ولذا يستوجب أن ننبه الشباب وضمن البرامج التربوية على هذا الأمر المهم لكي يستعدوا لمواجهة الحياة بالشكل المطلوب.

 

الابعاد التي يجب الاهتمام بها في بناء شخصية الشاب:

في تربية المراهق والشاب يجب الأخذ بعين الاعتبار الجوانب التالية:

-         الاهتمام بالجوانب الجسمية وتحديد الغرائز.

-         الاهتمام بالبعد النفسي للمراهق أو الشاب واعانتهم على درك حقائق الحياة وتكوين رؤية متكاملة وصحيحة للكون. وإيجاد تطابق بين السلوك وهذه الرؤية، كالإيثار والتضحية من أجل العقيدة.

-         الاهتمام بالبعد العاطفي كالحساسية والاضطرابات والقلق والصداقة والخصومة وما شاكل من الحالات التي تعتري حياة المراهق والشاب.

-         البعد الاجتماعي وكيفية التعامل الصحيح مع الآخرين، والروابط والعلاقات الاجتماعية والمسائل الأخلاقية، وكيفية انتخاب الصديق.

-         الجوانب المرتبطة بالحياة السياسية للشاب كالانضمام إلى الأحزاب أو الجماعات السياسية، وضروري أن يتم تنوير ذهن الشاب بمعنى الحرية وحدودها.

-         الجوانب المرتبطة بتمايلات الشاب وانتماءاته ورغباته باعتبارها جوانب لها أثر فاعل في مجالات أخرى.

-         والأهم من كلّ الجونب التي تمّ ذكرها، سابقاً، يجب الاعتناء بالجانب الديني والمذهبي لماله من دور بالغ الأهمية في بناء شخصية الشاب ومنحه الطمأنينة والاستقرار كما يساهم الجانب الديني في تسلّط الشاب على أهوائه وغرائزه وتوظيف طاقاته وقابلياته لما فيه الخير لنفسه ولمجتمعه.

 

الاطلاع على الحالات المختلفة:

يشبه الإنسان البحر المملوء بالكنوز الثمينة. وكم كثيرون هم الذين قضوا حياتهم دون أن يكتشفوا المجوهرات الثمينة المختبئة في أنفسهم فضلاً عن استثمارها. وكم كثير أولئك الذين اكتشفوا هذه المجوهرات لكنهم لا يدرون ماذا يفعلوا بها وفي أي مجال يستثمرونها، كما انّ هناك أناس تصبح هذه المجوهرات في أيديهم وعراقيل تحول دون وصولهم إلى الهدف بعد أن تحجب أعينهم وعقولهم وتمنعهم من رؤية الحقائق كما هي:

انّ على المربين الأعزاء ومن أجل بناء شخصية الشاب أن يكتشفوا جميع الجوانب والابعاد كما يتعين عليهم أن يطلعوا الشاب على استعداداتهم وقابلياتهم العظيمة وأهميتهم في المجتمع.

ولابدّ أن يحيط المربين علماً واطلاعاً على جميع الظروف والحالات التي تكتنف حياة الشاب كقدراته وضعفه وأن يرسموا للشاب الطريق السليم المؤدي إلى الصلاح والنجاح.

كما يلزم على المربي أن يكون له اطلاع بالمستوى العلمي للشاب ومقدار ذكائه والانحرافات التي يقع الشاب في فخاخها، ومن ثمّ أن يدرس جميع هذه الحالات ليتمكن من شق طريق يوصل الشاب إلى الهداية والصلاح. ان دراسة كهذه بامكانها أن تتوصل إلى أسباب الانحرافات والجرائم التي قد تصدر من الشاب، وإلى طريقة معالجتها والقضاء عليها.

 

الاحتياج إلى مصدر للتوعية:

لا شكّ إن لأغلب الفضائل والرذائل حضوراً فطرياً في الذات الإنسانية ولكن أكثر الناس يخطأون في اختيار من يقتدون به ويجعلونه نموذجاً لهم، إذ ان معظم الاختيارات هي غير صحيحة مما تولّد عندهم الضلالة والانحراف. إذ انّ التربية الخاطئة وانتخاب نماذج ليست أهلاً للاقتداء بها إضافة إلى الفساد الموجود في المحيط، تشكّل جميعها انحراف الشاب وتحجب ضميره ووجدانه بمرور الأيام وتعيقه دون الوصول إلى حقائق الأمور.

ويمكننا القول ان أكثر التصرفات والميول التي نلاحظها عند الشاب هي اكتسابية، اكتسبها الشاب من محيط العائلة أو المدرسة أو المجتمع بشكل عام.

إنّ الأطفال يميّزون ما هو خير عن ما هو شر أو سيء عن طريق الآباء مباشرةً ودون أن يكون لهم أي دور في ذلك، كما انّهم ينعمون إلى السابعة من العمر بأكثر مقدار من عطف الوالدين ومحبتهم، وفي السنوات السابعة الأخرى أي من السابعة إلى الرابعة عشر من العمر يتضاءل دور الوالدين في تأثيرهم على الأطفال والناشئة، أو يتضاعف دور المدرسة والبيت في تعريف الطفل والناشىء، بمجمل الأمور، اما في السبعة أعوام الثالثة من العمر فإن بروز التغيرات الجسمية كالطول وتغير الصوت يوهم الأبناء انّهم لم يعدوا بحاجة لمن يرشدهم ويوجههم، أو انّهم يستغنون عن نصائح الوالدين والمربين.

إنّ المراهق والشاب بأمس الحاجة للاستفادة الصحيحة من حياته وان يحصل على المعلومات الضرورية في الحياة. ولذا هو بمسيس الحاجة لمصدر موثوق يجيب على كثير من تساؤلاته ويوفر له المعلومات اللازمة، فالشاب ينوي ان يسلك الطريق الصحيح وان لا يضيع في المتاهات وان ينتهج الطريق الذي يوصله إلى السعادة. فإن منح الآباء والمسنين تجاربهم للشباب وإذا يرغّبوا الشاب على اكتساب العلم والمعرفة وبرمجة أوقاتهم كي لا تضيع هدراً، وتشويقهم على ذخر التجارب، حينها سيمكننا القول ان جيلاً كهذا سيكون جيلاً سعيداً وخلاقاً.

 

ضرورة وجود القدرة:

لا يمكن أن يكتفي الشباب بالتعلّم الفطري والعمل بنصائح المربين، إذ ان حياتهم لا تنحصر على التنظير فقط ولابدّ من اقتران التجارب والنصائح والتوجيهات بقدوة يقتدي بها الشاب ويسعى أن يطابق سلوكه مع سلوكها للقدوة دوراً بارزاً ومهماً وقد أكّد الإسلام على ضرورته ولابدّ من السعي لتعيين قدوة للشباب تتوفر فيه الصفات الحسنة لأنّ الأخطاء التي تبرز من الأسوة تنعكس على سلوك الشباب وتصرفاته سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. ولذا كان الرسول (ص) أسوة للعالمين.

لذا يجب ان نختار أفضل الأشخاص وأصلحهم ليكونوا قدوة للشباب كي تثمر التربية على أفضل نحو ممكن.

ولابدّ من الإشارة ان اختيار قدوة لائقة توفر للشباب أن يقتدي كلّ منهم بهذه القدوة، حسب طاقته واستعداده، حيث ان كلّ من يؤثر على سلوك الشاب وتصرفاته هو في الحقيقة أسوة اختارها الشاب لنفسه، سواء في الحرم الدراسي أو في الحياة الاجتماعية، إذ يحاول الشاب أن يقلّد أعمالهم. ومن هنا يتبين الصعوبة الشاقة التي يواجهها الآباء والمربين في اختيار القدوة المناسبة للشباب.

 

مرحلة ازدهار الاستعدادات والطاقات الخلّابة:

إنّ مرحلة الشباب تمثل مرحلة تفجر الاستعدادات والطاقات الخلابة، ويتبين أهميتها حينما نعلم انّ الشاب في هذه المرحلة ممتلىء بالمشاعر الجياشة لاستقبال الفضائل، والتحلي بالأخلاق الرفيعة، كما انّه ذو استعداد جسماني ونفساني، ويتحلى بالذكاء وحس الاطلاع، إضافة إلى صفاء الضمير، ونلاحظ انّ هذه الخصوصيات تساهم ايما مساهمة في هداية الشاب إلى الطريق المستقيم وبناء شخصيته بأفضل نحو.

فالشاب تواق للإبداع والمغامرة، ويريد أن يلاقي دوماً استحسان الآخرين على تصرفاته وأن يكون محبباً عندهم، كما يسعى لاكتشاف حقائق الأمور والأشياء وأن يفجر طاقاته باتجاه يضمن له الطمأنينة والاستقرار النفسي. لذا يتعين على المربي أن يعتني بهذا الاستعداد الذاتي. وتزويد الشاب بالمعارف الإسلامية، إذ انّ التعليم في هذه المرحلة لن يمحى من ذاكرة الشاب، عن الإمام الكاظم (ع) انّه قال: "من تعلّم في شبابه كان بمنزلة الرسم في الحجر". وهذا ما يثير الأمل في نفوس المربين. كما أكدت الأحاديث الشريفة على ضرورة تعليم الشباب القرآن الكريم، يقول الإمام جعفر الصادق (ع): "من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه".

 

التعليمات الضرورية:

لقد تبين مما ذكر سالفاً المعارف والعلوم اللازمة والضرورية للشاب، فلكي يتأهل الشاب ليكون فرداً لائقاً وصالحاً في المجتمع، لابدّ من تعليمات وارشادات أخرى نذكر منها:

الدروس الأخلاقية والسياسية والاقتصادية بالإضافة إلى دروس ثقافية وعسكرية وأيديولوجية.

وثمة علوم ومعارف أخرى لا تقل أهمية عن المعارف التي ذكرناها، لابدّ من اطلاع الشاب عليها، ولكن يجب أن يتم التركيز على العلوم والمعارف التي تمثل عصب الحياة الاجتماعية.

كما يجب أن يقترن كل فرع من فروع العلم مع التقوى والعبادة، وأن يطلع الشاب على وجهات النظر المخالفة وعلى عقائد وأفكار الآخرين إذ سيرسخ له هذا الأمر اعتقاداته وأفكاره ويوسع مدى ثقافته.

ومن أجل أن تأخذ عواطف الشاب مسيرها الصحيح لابدّ من بذل جهود كثيفة توصل الشاب إلى مستوى علمي عال، لأنّ العقل هو بمثابة المحرك الأساسي لجميع تصرفات وسلوك الشاب، أما العواطف فإنها تتحرك ضمن الفضاء الذي يشكّله العقل.

 

أضرار إهمال الشباب:

يسبب إهمال الشباب أضراراً فادحة، إذ انّ الفراغ العاطفي عند الشاب سيدفعه للجوء والاقتداء بمن هم ليسوا اهلاً لذلك. وسيستفاد من هذه الفرصة الكثير من المنحرفين إذ سيستغلون هذه الخطأ العاطفي عند الشاب ويوظفونه لكل ما هو سيء ومحرف. مما يسبب ذلك انحراف الشاب، كما انّ بعض المستغلين يوظفون هذه الخلأ لمصالحهم السياسية وتارةً لأفكارهم الثقافية والعقائدية المنحرفة.

لذا يجب أن يبرمج المربين برنامجاً يشمل الأبعاد العقائدية والثقافية والأخلاقية، وذلك لتوفير حصانة كاملة للشاب تمكّنه من مواجهة الانحراف والمنحرفين.

إنّ اهمال الشاب يسبب ضياع استعداداته وقابلياته وقدراته، هدراً. كما سيقضي الشاب حينها أوقاته في للرغبات التافهة وتلبية الغرائز، وسينصرف على اطاعة الوالدين.

ويعتقد علماء الاجتاع ان وضع برنامج أخلاقي وعقائدي وثقافي للشاب، وإيجاد القدوة المناسبة له، تعمل كلها على عدم بروز صراعات نفسية عند الشاب بالإضافة إلى انّه سيزوّد بالمعلومات التي تؤهله لامتلاك رؤية واضحة عن الإنسان والكون. إذ انّ الانحرافات تنشأ حينما يروّج في المجتمع لشعار الحرية التي لا حدّ لها أو لنطلق عليها تسمية اللاأبالية ويتفاقم الانحراف حينما يقتدي الشاب ويقلد العناصر المنحرفة في المجتمع.►

 

المصدر: كتاب تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه

ارسال التعليق

Top