• ٢٣ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

صديقك.. مرآة شخصيتك

أسرة البلاغ

صديقك.. مرآة شخصيتك
 ◄صديقك يُعبِّر عن شخصيّتك، فعندما يعرف الناس شخصية صديقك يعرفونك.. والحكمة تقول: "صديق المرء شريكه في عقله".. فالإنسان يألف الناس الذين يماثلونه ويتقاربون معه في الأخلاق والسلوك والأفكار (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم مَن يُخالِل) النبي الأكرم (ص).  

والأخوة القائمة على أساس الهدى والصلاح هي ألفة ومحبّة بين القلوب، وترابط وانسجام بين المشاعر والنفوس: (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) (آل عمران/ 103).. أخوّة صادقة ونزيهة، لا يشوبها الغشّ أو المطامع.. ولا تؤطرها المادة..

 

وفي المقابل فإن أصدقاء السوء هم في واقع أمرهم أعداء تلبسوا بلباس الصداقة ليحققوا من خلال ذلك بعضاً مما في نفوسهم المريضة، فهم لا يريدون للآخرين أن يهنأوا فيما هم يتعذبون، ولا يريدون للآخرين أن يفلحوا فيما هم خائبون.. ولذا يسوقون أقرانهم لنفس المهالك التي انزلقوا فيها، من إتلاف للوقت في الأمور التافهة وإزعاج الآخرين، وإنفاق الأموال في غير محلها، واللجوء إلى السرقة والخداع لتأمين المال، وتعاطي المخدرات ليغيبوا عن الواقع المر الذي يعيشونه، وما أشبه ذلك.. وقد يأتي اليوم الذي ينادي فيه المخدعون بالصداقة الزائفة (يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ) (الزخرف/ 38).

  إن اهتمامك باختيار من تصادق هو إهتمام بمستقبلك وسمعتك، فلا تفرط فيهما..      

-       أصدقائي يفرون مني!!

 

العلاقة مع الآخرين من أهم الفنون الاجتماعية، وكثير من الشباب لا يحسنون فن التعامل مع الآخرين.. لذا يفشلون في كسب الأصدقاء، وتتحوّل علاقاتهم مع الآخرين إلى مشاكل وخلافات.. ولعل الأنانية من أبرز تلك السلبيات التي تقف حائلاً أمام تكوين أو استمرار العلاقات.. فلكي تكسب الأصدقاء، تجنَّب أن تكون أنانيّاً معهم.. وتعامَل معهم بإيثار.. والإيثار هو أن تقدِّم مصلحة غيرك على مصلحة نفسك عندما تشعر أنّه بحاجة إليها..

 

وقد عظّم الإسلام صفة الإيثار التي مارسها المهاجرون والأنصار فيما بينهم كأخوة، عاشوا تجربة الأخوّة الصادقة.. فآثر الأنصار المهاجرين على أنفسهم بما قدموه من سكن وطعام وتزويج ولباس ومعونة، فخُلدوا في التاريخ بإعطائهم واحدة من أعظم صورة الأخوة والصداقة: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر/ 9).

     

-       توجيهات قيّمة:

 

(إبذل لأخيك دمك ومالك، ولعدوك عدلك وإنصافك، وللعامة بشرك وإحسانك).

  الإمام علي (ع)  

(أحبب حبيبك هوناً ما، فعسى أن تكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما، فعسى أن يكون حبيبك يوماً ما).

  الإمام علي (ع)  

(مجالسة أهل الهوى منساة للإيمان ومحضرة للشيطان).

  الإمام علي (ع)  

(يا بني، جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإنّ الله يُحيي القلوب بنور الحكمة كما يُحيي الأرض بوابل السماء).

  لقمان الحكيم►  

ارسال التعليق

Top