• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

تعرّف على النجاح

سهير عدنان الدلال

تعرّف على النجاح
◄تتساءل لوقتٍ طويل: ما هي الوصفة السحرية لحياةٍ أفضل، وأكثر سعادةً، وهناءً، وراحة بالٍ؟.. وما الذي يفعله الناس السعداء الناجحين الراضين، ولا نفعله نحنُ؟..

السِّر والفرق هو: أنّه في كلّ يومٍ تطلع فيه الشمس نختار أفعالاً وأشياءً معينةً، وعادات تعودنا أن نفعلها دائماً.. منها: ما يسبب السعادة والنجاح، ومنها: عكس ذلك، يشعرنا بالبؤس والتعاسة والفشل، وعندما طلبنا: أن تؤمن بسياسة التغيير لتتبنى أطباع وعادات السعداء الناجحين، لم نبين ما هي هذه العادات، والذي اتفق اكثر المفكّرين: أنّ اعتناقها والتعوّد عليها يسبب النجاح والسعادة لأغلب أو لكلّ البشر، وقد جمعتُ منها ما أعتبره مؤثّراً وفعّالاً..

وقبل ذكر عادات وأطباع الناجحين، أودُّ أن أذكر تعاريف عامة للنجاح، وأناقش فكرته من عدة جوانب..

هل النجاح يحمل مفهوماً مشتركاً لكلّ الناس العرب والغربيين القدماء، وفي العصر الحالي؟..

هل كلمة نجاح بحروفها الأربعة جاءت من:

ن: نافس كُلّ مَن حولك لتكون الأوّل.

ج: جرِّب – ولا تيأس – كلّ الطرق التي توصلك لتحقيق أهدافك.

ا: انطلق نحو القمة بهمةٍ عالية.

ح: حاول مرة بعد مرة، فكلّ فشلٍ ليس إلّا خطوة في طريق النجاح.

هذا ما رأيته في الكلمة عندما تأملت حروفها..

والصحيح: أنّ هذه الكلمة اللُّغز حملت مفاهيم كثيرة، ومعاني تغيّرت عبر العصور، وقد فسّرها البشر حسب عقائدهم ومبادئهم وفكر مجتمعاتهم..

فكثيرٌ منهم نسب النجاح إلى الشهرة وجمع المال.. أو التعلم والوصول إلى أقصى درجات التطور.. ولربما الجمال والجاذبية وحب الناس..

ولكن حتى لو آمنّا بأنّ كلّ ذلك مطلوب للناجحين فلابدّ من ذكر النقطة الأهم، التي هي الفوز في لعبة الحياة الدنيا، والوصول إلى نجاحٍ ممتد من الدنيا إلى الآخرة؛ لأنّنا كمسلمين نؤمن بأنّ السعادة والنجاح أبدي وإلّا فهو مغلوط..

"النجاح هو: أن تعرف هدفك في الحياة.. وأن تنمو حتى تصل إلى أقصى قُدُراتك.. وأن تزرع بذور الخير للناس". (جون ماكسويل)

كلامٌ عميقُ قاله جون ماكسويل، خبير القيادة المعترف به عالميّاً، ولكن ما الذي يمنع أن نطبقه بنية إرضاء الخالق، وبهذا نصل للسعادتين في الدنيا والآخرة، ونطمح لنصل كما يقول إلى أقصى قدراتنا لنحقق أهدافاً سامية، ونزرع بذور الخير لتبقى لما بعدنا ميراثاً، ولنا أعمالاً صالحةً، نتمنى أن نراها في صحائف أعمالنا..

·      ثلاث عباراتٍ لتحقيق النجاح:

1-  كُن أعلم من غيرك.

2-  اعمل أكثر من الآخرين.

3-  توقع أقل مما يحصل عليه الآخرون. (شكسبير)

كن الأكثر علماً ومعرفةً في مجال اختصاصك، وهذا ما يميزك بين ملايين البشر.. ودائماً إعمل بكدٍّ وجهدٍ أكثر من الآخرين؛ لأنّ أبواب النجاح لن تفتح إلّا بعد أن تطرق عليها بشدة، وبالنهاية: توقع الأفضل، والأحسن، ولكن لا تعش في خيالات أنّك ستحصل على كلّ شيءٍ دفعةً واحدة، وأنّك تستحق ذلك ولو لم تعمل.. فالقمم على قدر الهمم..

 

أُسُس النجاح:

-         تحمَّل مسؤولية حياتك بنسبة (100%).

-         الحياة عبارة عن معادلة: الحدث + الاستجابة = النتيجة.

فإذا كانت النتائج لا تعجبك، فقُم بترتيب جميع أنشطتك بحيث تتفق مع هذا الهدف.. حدد ما تريده.. وإصنع قائمة أريد:

(30) شيئاً ترغب في عملهِ.

(30) شيئاً ترغب في امتلاكهِ.

(30) شيئاً ترغب في أن تكونه.

- يجب أن تشتمل رؤيتك على المجالات السبعة التالية:

العملُ والحياة المهنية، الماليات، الترفيه ووقت الفراغ، الصحّة واللياقة، العلاقات، الأهداف الشخصية، خدمة المجتمع.

-         اعتقد أنّه ممكن: يمكنك أن تكون أي شيءٍ تريد أن تكونه، لو أنّك فقط آمنت بقَدْرٍ كافٍ من اليقين، وتصرفت بما يتفق مع هذا اليقين؛ لأنّ أي شيءٍ يستطيع العقل تصوُّره وتصديقه يستطيع أيضاً تحقيقه.

-         آمن بذاتك.. عليك أن تكفّ عن قول: "لا استطيع"، ولا شأن لك بما يعتقده الآخرون فيك.

-         قسِّم الأهداف الكبيرة إلى أجزاء صغيرة..

"الدائرة المركزية: الهدف الرئيس.

الدوائر الخارجية: الفئات الرئيسة للمهام.

الخطوط الخارجية: التفاصيل، وإصنع قائمة مهامٍ يومية.

أنجز الأولويات أوّلاً، وخطِّط يومك في اللّيلة السابقة..". (جاك كانفيلد)

-         ونحن نقول: أخلص النية لله، ثمّ انطلق نحو عالم العقلاء، نحو مَن عرفوا نعمة العقل واستغلوها، وشكروا الله، فلقد وضع الله في أيدينا قوةً هائلةً، الغرض منها: إدراك النجاح والفوز في لعبة الحياة، والحصول على الميدالية الذهبية في جنّة الخلود..►

   المصدر: كتاب أنت ونفسك رحلة التغيير

ارسال التعليق

Top