◄ظهرت كتابات عديدة تؤكد على مفهوم التنمية المتمركز حول الإنسان، فعلى سبيل المثال يقول (كاونتري، 1988) أن التنمية التمركزة حول الإنسان تعني تبني المبادىء التالية:-
1- إن التنمية عملية ارتقاء الإنسان بها ومن أجله وتسعى لإزدهار الكائن الإنساني في مجموعه.
2- على الإنسان أن يكون في مركز التنمية، ما يعني أن عملية التنمية تستهدف تحسين مصير الأفراد.
3- إن التنمية عملية مفتوحة تتفاعل مع الثقافات الاخرى دون المساس بهويتها الخاصة.
4- إن التنمية يجب أن تكون مرتبطة بخصوصية الشعوب في تطلعاتها وخياراتها وقيمها.
5- إن التنمية ينبغي أن تتوازن في منظومة العلاقات بين الفرد والفرد وبين الإنسان والبيئة والحياة.
6- إن التنمية ذات طابع عالمي تستهدف المصلحة المتبادلة لكل البلاد والشعوب.
وبنظرة سريعة لهذه المبادىء الستة نجد أن الإنسان كفرد أو جماعة أو شعب هو محور أساسي فيها، وهو بهذا التوجيه يمثل قلب عملية التنمية.
ويذهب كاونتري (1988) ليؤكد على أن التنمية المتمركزة حول الإنسان يجب أن تبرز:
الأبعاد الاقتصادية والإنسانية والأخلاقية للتنمية، والتوازن والتوافق بين الإنسان والطبيعة، وتجعل من مساهمة الشعوب في القرارات المتعلقة بالتنمية أحد الشروط الأساسية، ليس فقط لنجاح الخطة الاقتصادية ولكن أيضاً لذاتية التنمية والازدهار الإنساني.
ورغم أهمية عنصر الإنسان في عملية التنمية وإنتشار هذا المفهوم، إلا أنه قد ظهرت أصوات تنادي بنظرة أكثر توازناً لموقع الإنسان من التنمية. فعلى سبيل المثال يؤكد "بيرو" (1983) على أن حاجات الإنسان تعد جزءاً من التنمية وليست كل التنمية. وفي هذا السياق يقول:
التنمية لاتنتج عن ثروة عفوية، وليست نتيجة للإجماع على المصلحة العامة، ولا تختزل بتحقيق نماذج ابتكرها بعض الخبراء، ولاتكفي بمجرد مناشدة أخلاقية لتلبية حاجات الإنسان، رغم أن بعض هذه العناصر تتضافر على تعزيزها، فإنها لاتستطيع أن تكون
إلا ثمرة لمشروع صادق العزيمة، التقاء بين ضغوط الواقع وضغوط الحقيقة.
فالتنمية، إذن، عند "فرانسوا بيرو" تُعد مشروعاً متكاملاً يسعى لسد الفجوة بين المطلوب والواقع بطريقة علمية مخططة، وبحركة مجتمعية منظمة، وبقيم أخلاقية مشتركة، وثمرة ذلك كله التنمية المنشودة.►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق