• ٧ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٥ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الإحسان إلى الجماعة

أسرة

الإحسان إلى الجماعة
تنويه: الجماعة، هي أيّة جماعة، سواء كانت شلّة من الأصدقاء، أو رفاقَ سفرٍ، أو فريقَ عملٍ، أو مؤسسةً، أو حزباً إسلامياً، أو مجتمعاً مدنياً، أو المجتمع الإسلامي برمّته، وما ناظرَ وشابهَ ذلك. 1- الإحسان إلى الجماعة في القرآن الكريم: أ) عدم التخلّف عن الجماعة في أعمال البرِّ والإحسان والخير والتعاون: قال تعالى: (فَسَجَدَ المَلائِكَةُ كُلُّهُم أجمَعُون) (ص/ 73). ب) التضامن مع الجماعة في ردع المنكر ورفض الإساءات، ومنع الفواحش: قال سبحانه: (أولئِكَ عَلَيهِم لَعنَةُ اللهِ والمَلائِكَةِ وَالنّاسِ أجمَعِينَ) (البقرة/ 161). ت) تقوية عمل الجماعة وشدّ أزرها في الدعوة إلى الله وعمل المعروف والنهي عن المنكر: قال عزّوجل: (ولِتَكُن مِنكُم أُمَّةٌ يَدعُونَ إلى الخَيرِ ويَأْمُرُونَ بِالمَعرُوفِ ويَنهَونَ عَنِ المُنكَر) (آل عمران/ 104). ث) مشاركة الجماعة في مراسم الدُّعاء والصّلاة وطلب العفو والمغفرة: قال جلّ جلاله: (وتُوبُوا إلى اللهِ جَمِيعاً أيُّها المُؤمِنُون) (النور/ 31). وقال سبحانه: (يا أيُّها الذينَ آمَنُوا إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ فَأَسعُوا إلى ذِكرِ اللهِ) (الجمعة/ 9).   2- الإحسان إلى الجماعة في الأحاديث والروايات: أ) الإنضمام إلى الجماعة إذا كانت تحمل برنامجاً نافعاً للناس وتطلب بذلك مرضاة الله: قال رسول الله (ص): "يدُ اللهِ مع الجماعَة". وقال (ص): "يدُ الله على الجماعَةِ، فإذا اشتذّ الشاذّ منهم اختطفهُ الشيطان كما يختطفُ الذِّئبُ الشّاةَ من الغَنَمِ". وعنه (ص): "عليكُم بالجماعةِ، فإنّ الذِّئبَ إنّما يُصيبُ من الغَنَمِ الشّاردة". ب) ضرورة التعارف بغية الإستفادة من تجارب الجماعات الأخرى، وتوحيد الصفّ ومواجهة التحدِّيات: قال (ص): "المؤمنُ للمؤمنِ كالبُنيان المرصوص، يشدّ بعضهُ بعضاً". وقال (ص): "مثلُ المؤمنينَ في توادِّهم وتراحُمِهِم وتعاطُفِهِم كَمَثَلِ الجسد إذا اشتكى منهُ عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالسَّهر والحُمّى". وقال (ص): "المرءُ كثيرٌ بأخيه". ت) الإتّباع الواعي للجماعة وأهدافها لتحقيق أفضل المكاسب: قال (ص): "لا يكن أحدكم إمّعة؟ قيل: وما الإمّعة يا رسول الله؟ قال: أن يقول أحدكم أنا من الناس وأنا واحد من الناس، ولكن وطِّنوا أنفسكم إن أحسنَ الناس – الجماعة – أن تُحسِنوا، وإن أساؤوا أن لا تظلموا".   3- الإحسان إلى الجماعة في الأدب: قال (معن بن زائد): كونوا جميعاً يا بنيّ إذا اعترى خطبٌ ولا تتفرّقوا أفرادا تأبى العصيّ إذا اجتمعنَ تكسّرا وإذا افترقنَ تكسّرت آحادا ودعا آخر إلى الإندكاك في الجماعة (الشّعب) في تضحياته وفي تطلّعاته، فقال: إغرقْ معَ الشّعبِ أو سِرْ في سفينته فقد تكونُ لهذا الشّعبِ ربّانا! ويلاحظ (السَّريّ الرفّاء) أنّ من الإحسان إلى الجماعة تخفيف العبء على أفرادها، فيقول: إذا العبءُ الثقيلُ توزّعتهُ أكفُّ القومِ خفَّ على الرِّقابِ ويرى (أحمد شوقي) أنّ الهموم والمحن توحِّد الجماعات، أي تحسن إليها، فيقول: نصمتُ ونحنُ مختلفونَ داراً ولكن كلُّنا في الهمِّ شرقُ أمّا (سعدي الشيرازي)، فينظر إلى الوحدة كإحسان إلى الجماعة من خلال المثل التالي: "النّملُ إذا اجتمع، انتصر على السّبع". وفي الأمثال العربية: "في الإتحادِ قوّة". وقال (لافونتين): "كلُّ قوّةٍ ضعيفةٍ ما لم تكن موحّدة". وفي الأمثال الكينية: "إذا اتّحد أفراد القطيع، نامّ الأسدُ جائعاً". وتقول الحكمة الألمانية: "الإثنان يُمثِّلان عسكراً بالنسبة إلى الفرد الواحد".   4- برنامج الإحسان إلى الجماعة: 1- موافقتها في الخير والأعمال الصالحة والبرامج التنموية التي لا تتحقق إلا بتعاون الجماعة. 2- نصحها وانتقادها وتصحيح مسارها إن هي انحرفت عن أهدافها التي قامت من أجلها. 3- عدم التعصُّب لها حتى وإن كانت على الحقِّ، فالجماعة ليست معصومة، وقد تُخطئ وقد تحسب أنّ ما لديها هو الحق، وقد لا يكون كذلك. نعم، من الإحسان لها الترويج لأفعالها النافعة وشعاراتها الصادقة، وعدم طعنها في الظهر، والدفاع عن حقوقها ومكتسباتها بالحُسنى.

ارسال التعليق

Top