◄قد تكون الوظيفة ملاذ الكثيرين من الشباب، خصوصاً مَن تخرَّجوا حديثاً. ومَن يسعى وراء وظيفة تتناسب مع تخصصه قد ينجح مهنياً وقد لا ينجح. ستقولون: "لماذا؟ فمن يتخصص في مجالٍ ما، سيكون بلا شك موظفاً ناجحاً لأنّه درس خلال سنوات الجامعة ما سيُطبِّقه عملياً في وظيفته".
إنّه كلام منطقي وسليم؛ لكن ليس كل مَن تخصص في مجالٍ ما أبدع فيه!
هنا، لابدّ وأن نعثر على لغز الإبداع، فقد تلتقي في مسيرة حياتك بموظفين يقومون بمهام موكلة إليهم على أحسن وجه؛ لكنّهم يتأففون من الضغط ولا يحاولون التجديد والابتكار، على الرغم من أنّ الوظيفة تتناسب مع تخصصهم الجامعي!
نعم، فحُبُّ العمل والتفاني فيه شيء، والالتزام بما هو مطلوب فقط شيء آخر، وهناك فرق كبير بين موظف أحاط نفسه بسُور فلا يستطيع أن يخرج من حدود رسمها لنفسه فيبقى كما هو بلا تطوير أو تغيير ولو مرَّ عليه الدهر، وموظف يعيش شغف الوظيفة يعطيها من ذاته، ويُتابع كلّ المتغيرات التي تتعلق فيها، ويحاول أن يجد ويجتهد ويتعلّم ويتدرّب كي يكون مُبدعاً في مجال عمله، متميزاً بين زملائه، خلّاقاً في عطائه.
إذاً، ليست الوظيفة والحصول على راتب آخر المطاف، فمع دخول الحياة العملية، لابدّ من أن نُطوِّر أنفسنا، ونُزوِّدها بالعلوم والمعارف التي ترقى بنا في وظيفتنا، وتُقدِّم للمؤسسة التي نعمل فيها وللمجتمع كلّ ما يفيد في مجال تخصصنا.
أيُّها الشباب، إذا سعيتم وراء وظيفة، فلا تُفكِّروا في الراتب والمركز قبل أن تضعوا إمكاناتكم نصب أعينكم، فإنْ وجدتم أنّكم في حاجة إلى التطوير فجاهدوا أنفسكم لتفعلوا، وإلّا اتركوا الساحة لغيركم ممّن يحبّون أن يضخوا شغفهم في عملهم.►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق