• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

لا علاقة لزوجي بأخريات لكنه يخونني

* تحقيق: ريما كيروز

لا علاقة لزوجي بأخريات لكنه يخونني

ماذا تقصد المرأة حين تعترف بأن زوجها لا يُقيم علاقات مع إمرأة أُخرى غيرها، لكنه يخونها؟
ما الذي قد يفعله هو وتحسبه هي خيانة؟
هل تتساوى تصرفات الزوج وأفعاله، التي تعتبرها الزوجة "خيانات"، مع الخيانة الجنسية؟
كيف تتعاملين مع خيانة زوجك؟
كان صعباً على "غادة" أن تُجاهر بالألم الذي سببه لها زوجها. كانت قد قررت عدم الإخبار بقصتها، لعلّها تنساها ويندمل الجرح الذي خلّفته، لكنها رأت أن تحكيها: "قد تتعظ الأخريات"، وبذلك "أكون قدّمت خدمة لهنَّ". بدأت حكاية غادة يوم عادت من عملها باكراً لتُنجز أعمال بيتها، لأن خادمتها في إجازة: "رأيت قبل أن أغسل ثياب زوجي، أن أبحث في جيوب بنطاله لأتحقق من أنها خالية من أوراق مهمة. وبالفعل وجدت ورقة مهمة، مهمة بالنسبة إليّ".
الورقة التي وجدتها غادة "هي سند تحويل مبلغ من المال إلى والدة زوجي".
قرأت غادة السند مرّات عديدة، لم تدرك ماذا تقرأ: "يصارحني زوجي بكل شيء، كيف نسي أن يخبرني عن هذا التحويل؟
مع أنّ تاريخه يعود إلى الأسبوع الفائت".
دارت الأفكار في رأس غادة، بألف حكاية وحكاية، تبوح: "صرت أُؤلف الحكايات عنه ذلك الخائن، هذه المرّة كشفته. ماذا أفعل لو أنّه يفعل ما يفعله في الخفاء عني؟ ولماذا؟".
لم تجد غادة جواباً لسؤالها قبل المساء. وصل زوجها إلى البيت، ففتحت له الباب، باب جهنّم.
"اعترف لي بأنّه يقوم ومنذ ثلاثة أعوام، بتحويل مبلغ مقطوع من راتبه في نهاية كل شهر إلى والدته".
لم تستمع غادة إلى الحجج التي أعطاها زوجها. تتردد في إكمال حديثها، تضيف بانكسار: "لا يمكنني التعبير عن الجنون الذي أصابني، مازلت أشعر بوقع الصدمة، على الرغم من مرور ما يقارب السنة على الحادثة؟".
لماذا زوج غادة لم يطلعها على سرّه؟ تقول إنّها لم تجد تبرير لفعلته: "أقسم أنني لم أكن لأُمانع أن يرسل ماله كلّه. للأسف جرحني عميقاً، صرت أعتبره خائناً في كل ما يفعله".
"فريدة" ذاقت خيانة أُخرى من زوجها، لا تستطيع أن تغفرها، وقد باتت تؤمن بأنّ "الزوج الخائن بطبعه لا يمكن الوثوق به، لأنّه سيُكرر خيانته مرّة بعد مرّة".
قبل أن تستقيل فريدة من عملها وتجلس في البيت لتهتم بطفليها التوأمين، كانت تعمل مع زوجها في المكان نفسه. "في ذلك العمل كنت على خصام كبير مع موظفة في الشركة نفسها، أكرهها ولا أطيق رؤيتها، لأنّها حاولت ألف مرّة أن تشوه صورتي أمام مديري المباشر لتأخذ مركزي".
لم تحسب فريدة أنّ عدوتها اللدود، سوف تصبح في يوم من الأيام، صديقة مقرّبة إلى زوجها، تعمل في قسمه وتحت إشرافه، تُخبر: "حازت تلك الوصولية ترقيتها أخيراً، فتم نقلها إلى القسم الذي يُشرف عليه زوجي، وبدأت العمل معه منذ سبعة شهور ولم يذكر الأمر أمامي، على الرغم من أنّه يعرف طبيعة مشاعري تجاهها".
* ولكن كيف عرفت فريدة عن تلك المرأة؟
- "لقد اتصلت بزوجي في البيت، بشأن عمل كان عليها أن تنجزه، سألتها عن سبب تدخُّلها في قسمه، فعرفت منها الحقيقة كاملة".
"ماذا بقي لأضيفه؟". "تسأل غادة مستنكرة: "ينطبق عليَّ مثل الزوجة آخر مَن يعلم، كيف يخفي عني مثل هذه الحقيقة؟ لماذا لم يُطلعني على أنّه يعمل مع إمرأة أكرهها وتكرهني؟ أدرك تماماً أنّه غير مرتبط بها في علاقة، فهي متزوجة وتحب زوجها كثيراً، وهو يحبني ولا يفكر في غيري، لكنه خانني بشكل أو بآخر، وألَم خيانته يجثم فوق قلبي ثقيلاً".
- لا تحتمل:
"هكذا هي حال النساء جميعهنّ"، يُعلِّق حمدي بوبس (إداري) ساخراً: "دائماً تشعر المرأة بأنّ زوجها يخونها، لا بل تشعر بخيانته من اليوم الأوّل لمعرفتها به. تفكّر في أنّه يخونها من خلال الهاتف، أو بنزهة قام بها مع أصدقائه، أو حين يأكل. فالمرأة بطبعها شكّاكة، ولو أنها غالباً ما تكون نيّتها حسنة، لكن من كثرة ما تأخذها الظنون بعيداً، اعتادت ذلك، بعكس الرجل الذي هو ضحية شكّها".
وبحسب حمدي، طبع المرأة هذا، يجب أن يقابله تفهُّم كبير من الزوج: "من واجب الزوج أن يتحمّل المسؤولية في جميع أمور بيته وأُسرته، ويُبرهن لزوجته على صدقه في التعامل معها ومع الأسرة، لكي تُبعد من رأسها وساوس الخيانة، ولا تحمّل تصرفاته بُعداً لا يقصده هو".
لا تقتصر نصائح حمدي على الزوج، حيث يتوجّه إلى الزوجة ليقول لها: "إذا أردت أن يحبك زوجك، عليك أن تكوني له العون والسند حين يحتاج إلى ذلك، وأن تُبعديه من كل ما يزعجه، فيستمد القوّة منك وينجح".
تَرى جيهان حاتم (موظفة)، متزوجة منذ ثلاث سنوات، ولديها ولد وحيد، أنّها لابدّ أن تشعر بخيانة زوجها: "إذا أسقط دوره الطبيعي وتنصّل من مسؤوليته كسيد للبيت، بدءاً من المصروف إلى التربية وغيرهما. أشك في أن تحتمل إمرأة خيانة من هذا النوع".
* هل يعادل هذا الفعل الذي تحسبينه خيانة، الخيانة الجنسية؟
- بل هو أعظم منها في رأيي الخاص، لأنّه يترك المرأة ترزح تحت الضغوط المتأتية من كل حدب وصوب، وسوف تتخبّط وهي تدور حول نفسها أو ترتبك، بالتالي تفشل في مكان ما وتُلام على ذلك".
تستطيع المرأة، في قاموس جيهان، أن تتجاوز الخيانة الزوجية، تُبرِّر: "تُوهِم نفسها بأنّ زوجها ضعُف أمام مغريات جادّة وارتكب خطأ قد يندم عليه. لكنها لن تغفر له حين يتركها تواجه مصيرها ومصير أُسرتها وحدها، هذا المصير الذي كانت تَفترض أن يشاركها في مواجهته".
ترجو جيهان الله: "ألا أعيش مثل هذه التجربة. مع أنني أعرف في قرارة نفسي، أنني لن أستسلم أو أضعف، بل سوف أتحدّى الظروف وأنجح في حياتي".
- إتهام.. وإعتراض:
منذ ستة أعوام، أي حين ارتبط محمود فادي (موظف) بزوجته، يتفادى أن يغيّر في عاداته وتصرفاته: "لكيلا تشك زوجتي أو تتهمني بالخيانة".
من المهم بالنسبة إلى محمود: "أن يحافظ الرجل على طبيعته في التعاطي مع الأمور، فلا يشذّ بشكل مفاجئ في فعل يقوم به، لكيلا تفسّره زوجته بطريقة غير واقعية".
كما يلفت الإنتباه إلى نوع آخر من خيانة مُركّبة في ذهن المرأة: "حين تتهم زوجها بالإنصراف عنها، للهو مع أصدقائه على حسابها. تُضخِّم الموضوع لتُظهِر الإهمال الذي يصيبها جرّاء تصرّفه هذا، على إعتبار أنّ وقته من حقّها وحدها، وترفض أن يشاركها فيه أحد، ولو كان أقرب المقرّبين إلى قلبها".
إلاّ أنّ محمود يعترض على مقارنة الخيانة الجنسية بأي نوع آخر من الخيانات، يشرح وجهة نظره: "الأفعال التي تنظر إليها المرأة باعتبارها خيانة، تكون في مجملها بريئة وغير مقصودة من الرجل.
لكن فعل الخيانة الجنسية مقصود، حيث خطط له ودرسه وصمم عليه، بغضّ النظر عن الظروف التي تتحكم فيه وتديره ليرتكب هكذا حماقة، تؤذيه وتؤذي زوجته وأسرته".
تَعتبر شيماء أنور، المتزوجة منذ ثمانية أعوام، لديها ابنتان، أنها تشعر بخيانة زوجها: "إذا لم يصارحني بكل شاردة وواردة".
لذا تعتمد شيماء أسلوب التفهم والدبلوماسية مع زوجها، كما تقول: "لا أعترض على ما يخبرني به حتى لو كان يزعجني، لكي يطمئن إلى أنني مستعدة لقبول كل ما يصدر عنه بصدر رحب، وهو حقُّ من حقوقه الطبيعية".
التكتيك الذي تعتمده شيماء، يدفعها إلى دعوة غيرها من النساء إلى إعتماده، موضحة: "هذه هي الطريقة الأنجع التي تضمن فيها المرأة، تطبيق زوجها فعل المصارحة معها، وإلا فلتتحمّل النتائج، لو هي بادلت إقراره بخطأ من الأخطاء، بالغضب والعصبية وعدم التفهُّم".
ومستندة إلى واجب كل من الطرفين وحقوقه، تنبّه شيماء: "المناقشة أمر أساسي في بناء العلاقة الزوجية. من حق الزوج أن تبوح له زوجته بالأمور التي تعتبر قيامه بها خيانة، ومن واجباته أن يُبرر لها بالحجّة والمنطق حقيقة تصرفاته، ربّما تكون مخطئة في تفسيرها أموراً يفعلها عن غير قصد".
بالنسبة إلى وائل أنارة (إداري)، أب لولد وحيد، فإنّ الفتور في العلاقة الزوجية، تفهمه الزوجة. باعتباره خيانة لمشاعرها، فعدم الإهتمام بها بشغف كبير، يهينها ويجرح مشاعرها التي من الطبيعي أن تنبّه عقلها، إلى الجريمة التي يرتكبها زوجها في حقّها".
يتنبّه وائل جيِّداً إلى هذه الإستنتاج. لذا هو يجتهد في تفعيل حياته العاطفية مع زوجته، التي ارتبط بها من ثلاث سنوات، يقرّ: "أعرف كم تحب المرأة أن يجاهر الرجل بشوقه إليها وحبه لها، ومادمت أحب زوجتي كثيراً، لا أخجل من مبادلتها هذه العاطفة الجياشة بشكل طبيعي ومستمر".
يدعو وائل المرأة إلى أن تناقش زوجها فور إحساسها بخيانة يرتكبها تجاهها: "صارحيه بمخاوفك كلها، كوني على سجيتك، لا تخفي أمراً واحداً عنه، لكيلا يوهمك عقلك بأمور تُعبِّد أمامك سبيل الحقد والإنتقام. غالباً ما نحمّل الآخرين ذنب أفكارنا الظالمة، ربّما علينا التروي قبل إطلاق أحكامنا لكيلا نقع في شرّها، ونُسبب الأذيّة لأنفسنا ولغيرنا".
- ثقة وصراحة:
تجد جيما ملكي (أم لولدين) أنّ الصراحة من أهم مقومات الزواج: "من دونها ستقوم الخلافات بين الرجل والمرأة، في الأمور المادية والعاطفية، وحتى في موضوع الأولاد. لا شراكة حقيقية في الزواج، إذا لم يكن الزوجان واضحين، كلٌّ تجاه الآخر، الأسرار والغموض وإخفاء الحقائق لا تبني أُسرة".
تُعلن جيما: "لم أشعر بخيانة زوجي مرّة واحدة، على الرغم من أنّ علاقتنا بدأت منذ أكثر من عشرين عاماً".
وأسلوب جيما اقتصر بحسب قولها، على الصراحة وترجيح العقل. تبوح: "بادلت زوجي الثقة والمسؤولية، وأظهرت له أنّ (عقلاتي كبار)، وأُصدِّق نزاهته وإلتزامه بي وبأسرته، فلا أتوقّف عند صغائر الأمور، أو السخافات التي تُعكِّر مزاج المرأة وتهدم بيتها. أتمنّى أن تحذو مثلي كثيرات، ربّما ينعمن بشيء من السعادة والطمأنينة التي أعيشها مع أُسرتي".
كذلك ماري غنّاجة، تميل إلى صف الثقة، في بناء العلاقات الزوجية، تضيف إليها: "الإحترام المتبادَل بين طرفيّ العلاقة أو بين الزوج والزوجة".
حين تهتز ثقة المرأة بزوجها في مكان ما، تُسمي ماري ذلك خيانة، توضح: "حين يتخطّى زوجي ثقتي به، في أي أمر كان، صغيراً أم كبيراً، أعتبر ذلك خيانة".
لكن ماري لا تخشى هذا الموضوع مع زوجها، تحكي: "تزوجته منذ ثلاثين عاماً، ولم يخن ثقتي. نحن متفقان على الثقة والإحترام، وهذا ساعدنا كثيراً طيلة عِشرتنا الجميلة. ليس سهلاً أن يخون أحدهما ثقة بناها على مدار السنين الطويلة، وإذا فعل لن تهتز صورته كثيراً، لأنّ رصيده المشرّف يشفع له".
تسكت ماري للحظة لتفكّر في عبارتها التالية: "الله موجود في حياتنا. اتّكالنا عليه، هو الذي يصفّي أفكارنا من السموم، ويشبع نفوسنا بالمحبَّة والتسامُح..".
لا يروق قدري سيِّد (مندوب مبيعات)، متزوج منذ خمسة أعوام وأب لولدين، التطرُّق إلى موضوع من مبدأ اعتباره خيانة، يفسّر: "لا أقبل أن تفهم زوجتي تصرفاتي، باعتبارها خيانة. فتربيتي وإلتزامي الدِّيني من شأنهما أن يطردا أي ذرّة شك عندها".
يُسهِب قدري في كلامه عن الإلتزام الديني، ويربطه بوفائه لزوجته، مبيناً: "إلتزامي بزوجتي يقوّيه إلتزامي بديني، يعني أنني لها، جسداً وروحاً. وهي تدرك هذه الحقيقة وتعرفها".
إنّما قدري لا ينفي وجود الخيانة في المجتمع. يقول: "للأسف، نعيش في مجتمع فاسد، باتت الخيانة فيه أمراً عادياً. ويعود السبب في رأيي، إلى تربية الأهل، وما يزرعونه في أولادهم من مبادئ. يستحيل أن نزرع بذور السلوك الحسن، ونحصد الأخلاق المنحلّة، فنحن نحصد ما نزرعه فقط".
أمّا اُم عبدالله، التي مضى على زواجها أربعون عاماً، فتستخلص من تجربتها الخاصة، عبرة واحدة: "بعد العشرة الطويلة، يصل الأزواج إلى ما يجمعهم في التفكير والطباع والعادات. عند هذه اللحظة تتوقف إتهامات التخوين العشوائية بين الزوجين، وكذلك الشكوك والظنون غير المبرَّرة".
القناعة التي وصلت إليها أُم عبدالله، لم تكتسبها بسهولة، تقول: "لقد عشت المراحل كلها، غرت على زوجي من الهواء، وشككت فيه، واتهمته بالخيانة أكثر من مرّة، وفي أحيان كثيرة لمجرد أمر بسيط، كعدم وفائه بوعد قطعه لي، أو لأنّه دخل البيت ولم يحمل لي هدية، إلى أمور كثيرة طفولية وسطحية كانت تعكّر هدوءنا الزوجي".
تحسب أُم عبدالله نفسها، كبرت على موضوع الخيانة، تتمنّى والندم يُغلّق صوتها: "لو عدت إلى الوراء إلى حين كنت صبية في بداية زواجي، لغيّرت حياتي كلّها، وجعلت زوجي أسعد رجل في الدنيا، بعيداً من النكد وحكايات الإنتقام المبنيّة على أوهام الخيانة".
* الدكتور حسن الخولي: المرأة تُعرِّف الخيانة وفقاً لظروفها:
يُعرِّف الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الإجتماع، الخيانة باعتبارها "سلوكاً أو تصرُّفاً يخرج عن حدود الثقة، المفترض أن تكون موجودة بين الناس".
ويرى أنّ جدالاً يقوم حول الخيانة، ملاحظاً: "تختلف الآراء وفقاً لإعتبارات كثيرة، منها المستوى التعليمي والسن. وثقافة المجتمع، كما أنّ الخيانة أنواع، مثل خيانة الوطن التي تُعتَبَر الخيانة العظمى، لأنّها تُجرّد الخائن من شرفه وكرامته. والخيانة الزوجية، أي أن يكون لأحد الشريكين علاقة خارج الزواج، عاطفية كانت أم جنسية. إضافة إلى خيانة العهد، حين يخون الإنسان أمانة ائتُمِن عليها، أو بوعد قطعه".
يشير الدكتور الخولي إلى أنّ المرأة، حين لا تشك في علاقة لزوجها مع إمرأة أخرى، لكنها ترى في بعض تصرفاته خيانة: "تُعرِّف الخيانة وفقاً لظروفها وخلفياتها الإجتماعية والثقافية والدينية. فإذا كانت تحبه حباً شديداً وتَغَار عليه، تعتبره يخونها لمجرد أنّه يظهر عواطفه لأي طرف آخر". فهناك سيدات يعتبرن الزوج ملكاً لهنّ، في البيت تبقَى الواحدة إلى جانبه، عندما يخرج ترافقه، يعني أنّه ووقته لها، كنوع من الإحتواء المَرَضي، وإذا حاول التملُّص أو الإبتعاد منها، لقضاء عمل ما، تشعر بأنّه يخونها. كما قد تكون المرأة متدينة جدّاً، وتجد في عمل زوجها مع موظفات في مكان مُغلَق أو داخل مكتب واحد، خيانة".
ويُسمّي الدكتور الخولي، أنواعاً أخرى من النساء: "مثل التي تحب أن تقتني الهدايا، وترى في جلب زوجها هدية لأحد من أهله أو أصدقائه خيانة لها، أو أنها تعتبر مجاملته أشخاصاً غيرها خيانة، خصوصاً إذا كان بطبيعته ودوداً مع النساء، حتى لو كان لا يضمر بتصرفاته إيذاء مشاعرها أو إهانتها".
* هل تتساوَى مثل هذه الخيانات مع الخيانة الجنسية؟
- "الخيانة غير مقبولة بجميع أشكالها، وهي تدخل دائرة العيب الإجتماعي والديني. إلاّ أنّ الخيانة الزوجية الجنسية تُعتَبَر أسوأها. لأنّها خيانة مُركّبة، أي نوع من الجُرم الإجتماعي والديني المُركّب، وفيه أذيّة بالغة للآخرين".
* كيف يجب أن تتعامل المرأة مع خيانة زوجها؟
- تتصرّف بحسب نوع الخيانة، واضعة في حساباتها الشخصية، أنّها كزوجة لهذا الرجل، هي شريكته في بناء مؤسستهما الزوجية، لتستمر في علاقتها معه، وعليها أن تصرّ على إستمرارية سويّة، بعيداً من الشكوك والظنون الآثمة. ويجب عليها أن تُحكّم رؤيتها للأمور، على أساس حقيقتها، لا كما يُصوّر لها خيالها، فبهذا الأسلوب سوف تُعدل من حال زوجها، حتى لو كان خائناً في الواقع، لأنّه سيعيب على نفسه مُبادَلَة حكمتها وتفهّمها واتّزانها، بأفعال تُقلِّلأ من شأنه، وقد يُفكِّر{ ألف مرّة قبل أن يرتكب سوءاً في حقها. إذن، المطلوب هو أن يتساند الزوجان للإستمرار بتوازن، ينعكس عليهما وعلى محيطهما كلّه".
ويلفت الدكتور الخولي إلى أنّه، في تحكيم المرأة منطقها، "مصلحة لها، أساسية في مجتمع ذكوري"، يعتبرها أقل درجة من الرجل". ولا يخفي أسفه على الظلم الذي يلحق بالأُنثى. ويعترف: "يُنكر المجتمع على المرأة حقها في أن تجاهر بعدم رضاها عن زوجها، ويسمح للأخير في المقابل، بأنّ يفعل ما يشاء، ولو جَرح بتصرُّفه شعور زوجته".
هذه الحقيقة، في رأي الدكتور الخولي: "تشكل منطلقاً للمرأة لتبتعد من التعبير بأسلوب الرفض والإستهجان سلوك زوجها، وتبحث عن حلول لأزماتها، وهي مستكينة ومتيقظة، لكي تخرج من المعركة ظافرة. مع إصراري على أن يلعب الرجل دوره كاملاً في إحترامها وتقدير مشاعرها، من خلال تفهُّمها والتمسُّك بها، واعتبارها المُكمِّلة له".

تعليقات

  • mrwa

    موضوع جدا مهم وحساس

  • جنائن الياسمين

    هذا يسمى خذلان وليس خيانة، فهناك فرق بين الخذلان والخيانة. ويرى البروفيسور طارق الحبيب، استشاري الطب النَّفسي، أنَّ الخيانة هي القيام بأي أمر يضايق الشَّريك (الزَّوج، الخطيب، الحبيب، وحتى الصديق).

ارسال التعليق

Top