• ١٩ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٧ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

نظرة الشباب إلى مفهوم الزواج

نظرة الشباب إلى مفهوم الزواج

◄اختلف الشباب حول السعادة التي يحققها الزواج، فهنالك من يرى أنَّ الزواج هو مصدر السعادة الحقيقية وهو الطريق السحري لها، وهنالك من يرى عكس ذلك، وأنَّ الزواج ربما يكون سلطة تحد كثيراً من حرياتهم وقد تقيدهم أكثر.

 

    صفقة العمر

    هناك من يرى أنَّ الزواج هو صفقة العمر، فلا شك أنَّ الزواج هو من سنن الله في خلقه، والتشريع الإسلامي لا يأتي إلا بما فيه الخير للفرد والمجتمع. الزواج بمفهومه الصحيح والفطري يجب أن يكون مصدر سعادة للطرفين، لكن حتى تتحقق هذه السعادة، لا بد من الأخذ بالأسباب المؤدية لها مثل حسن الاختيار، مع وجوب توفر مساحة من التبادل الفكري قبل الزواج لقياس مدى ملاءمة الطرفين لبعضهما.

    إضافة إلى أهميَّة حرص الطرفين على بناء هذه العلاقة المقدسة على أركان متينة وأسس راسخة، حتى يصمد هذا الزواج أمام نوائب الدهر ولا ينهار عند أول عاصفة، وعدم التركيز على المظهر وترك الجوهر.

    كذلك فإنَّ الضغوطات الأسريَّة عند الزواج أو بعده، قد تؤثر في درجة اقتناع أحد الطرفين بالآخر، وبالتالي ربما تنعكس على سعادة الزوجين بعد ذلك، لذا يجب اتخاذ القرارات باستقلاليَّة وتجرد وعن قناعة تامة لكلا الطرفين، من دون أي ضغوطات أو مجاملات، وهذا لا يمنع طلب النصيحة أو الاستشارة النافعة ممن هو أهل لها.

    إن مفاتيح السعادة الزوجيَّة كثيرة، لا بد من استخدامها والعمل على الوصول إليها.

    فالزواج استقرار وراحة وأمان وأنس، إذا ما وجد الشريك المناسب والصالح، والعكس صحيح، إذا قام به البعض سقط عن الآخرين.

    وتحكي إحدى الفتيات: من خلال تجارب من حولي فإنني وجدت أنَّ الزواج سعادته نسبية تختلف على حسب الهدف، وهناك من يقول إنَّ الزواج هو سنة الحياة ربما هذا صحيح، لكن في نظري إذا قام به أشخاص سقط عن الآخرين. أنا أرى أنَّ الزواج أصبح من الكماليَّات وليس من الأساسيَّات في السعادة، ربما أغير رأيي فيما بعد، لكنه بالتأكيد شيء جميل، فالزواج ربما يكون جزءاً من السعادة، لكنَّه ليس كلّ السعادة.

   

    زمن الحب والاحترام ذهب

    يقول أحد الشباب: "كنت أتوقع أن زمن الحبّ والاحترام ذهب مع الزمن الجميل «زمن آبائنا وأجدادنا»، لكنني بعد الزواج وارتباطي بشريك وحلم عمري قد أدركت أنَّ الزواج من أكبر النعم التي سخرها الله لنا، ما أجمل أن تحبّ وتسبح في حبك لزوجتك وتشعر أنَّك طائر في السماء من أجل نظرة حب بينك وبين زوجتك، أتمنى من ربي أن يديم عليَّ نعمة الزواج ونعمة التوافق مع شريكتي. فالزواج هو مسؤوليَّة كبيرة بالنسبة للزوجين ومصدر سعادة الجنسين، بالزواج تنبني طبيعة العلاقة بينهما ولا توجد سعادة بين الزوجين إلا بوجود الحبّ، والثقة، والصراحة، والتضحية من أجل الآخر في جميع الظروف".

 

    لا نعيش حتى نتزوج

    نحن نتزوج حتى نعيش، ولا نعيش حتى نتزوج، هكذا رأي شاب آخر، فالزواج مصدر سعادة إذا خلا من أي أسباب أخرى يمكن أن تكدر تلك السعادة، فيجب أن يكون هناك تقارب اجتماعي، وتكامل وظيفي وأحياناً نمواً اقتصادياً، المشكلة أننا نعكس المفاهيم الصحيحة للزواج.

 

    يوم لك ويوم عليك

    الحياة الزوجيَّة يوم لك ويوم عليك، والاحترام بين الزوجين هو الشيء الواجب بين الطرفين، فلو فقد الاحترام بدأت المشاكل، فتقارب الأفكار وتفهمها يجعل من الحياة الزوجيَّة مصدراً للسعادة، ولا ننسى الصبر والتغيير من قبل الزوجيين حتى تكتمل الحياة.

 

    الكثير من المسؤولية

    وتضيف إحدى الأخوات فكرتها بأنَّ الزواج قد يكون مصدراً للسعادة وأيضاً للتعاسة، فهذا يعتمد على الزوجين وطريقة نظرتهما للحياة الزوجيَّة وتقديرهم لها، فالزواج رباط مقدس يجمع الزوجين في بيت واحد ويتطلب الكثير من المسؤولية، والتضحية، والاحترام، والتفاهم، والحب والتفكير المنطقي العقلاني، بالإضافة إلى الاختيار السليم لشريك الحياة. فسعادة الإنسان تكمن بداخله وتحقيقها بيده وحده فإذا أراد أن يكون سعيداً سيعلم كيفيَّة تحقيق ذلك وإذا أراد التعاسة فليكن.

 

    علم النفس

    وفي شق علم النفس، تحكي الاستشارية التربويَّة والنفسية الدكتورة نادية نصير عن فكرة الزواج وتقول: "الشباب الذين يرون في الزواج مصدر سعادة متفهمون أنَّ الزواج قائم على التفاهم من جميع الجوانب المادية، والمعنوية، والاجتماعية، والنفسية، والودّ والاحترام، بالإضافة إلى المسؤولية القائمة بين الطرفين، فإذا راعى الزوجان كلّ تلك المنظومات أصبح الزواج مصدر سعادة، حيث أصبح أغلب الشباب يرفضون فكرة الزواج بسبب تخوفهم من الفشل.

    ونركّز هنا على أن السعادة ليست لها محور معين فيمكن أن تكون بالزواج ويمكن أن تكون بعدة طرق كالنجاح العملي والدراسي أو تربية الأولاد، فمفهوم السعادة واسع ويختلف من شخص لشخص ويجب أن لا يرتكز على سبب معين".► 

ارسال التعليق

Top