• ١٩ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٧ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

علماء الغرب وفلاسفته والإيمان بالله

د. ناصر بن مسفر الزهراني

علماء الغرب وفلاسفته والإيمان بالله

◄الإيمان بالله تعالى هو أساس الأمن والفلاح، والسعادة والنجاح، والطمأنينة والارتياح. والكفر بالله تعالى ضلال وضياع، ودمار وهلاك، ونكد وقلق، وجحيم وشقاء، ولست تجد أطيب قلباً، ولا أشرح صدراً، ولا أصفى ذهناً، ولا أهنأ عيشاً من المؤمنين بالله، إنّهم يعيشون سعادةً لو علم بها الملوك وأبناء الملوك لجالدوهم عليها بالسيوف.

(وَمَا يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ) (فاطر/ 19-20).

إنّ الإيمان نور، نور في القلب، ونور في الجوارح، ونور في الحواس. نور يكشف حقائق الأشياء والقيم والأحداث وما بينها من ارتباطات ونسب وأبعاد. فالمؤمن ينظر بهذا النور، نور الله، فيرى تلك الحقائق ويتعامل معها، ولا يخبط في طريقه ولا يطيش في خطواته!

والإيمان بصر، يرى. يرى رؤية حقيقية صادقة غير مهزوزة ولا مخلخلة، ويمضي بصاحبه في الطريق على نور وعلى ثقة وفي اطمئنان.

والإيمان ظل ظليل تستروحه النفس ويرتاح له القلب، ظل من هاجرة الشك والقلق والحيرة في التيه المظلم بلا دليل!

والإيمان حياة. حياة في القلوب والمشاعر، حياة في القصد والاتجاه، كما أنّه حركةٌ بانية، مثمرة، قاصدة، لا خمود فيها ولا همود، ولا عبث فيها ولا ضياع.

إنّ المؤمن ليس بحاجة إلى مَن يؤكد له وجود الله تعالى، أو يشرح له ضرورة الإيمان، ولكنني أورد هنا مقاطع وكلمات وشهادات واعترافات لبعض رجال العلم، وأهل الفكر، وأرباب الفلسفة.

هذا الطبيب النفسي الأمريكي الشهير الدكتور (هنري لنك) الذي كفر بالدين، وحارب الإيمان، وأنكر وجود الإله، عاد بعد رحلةٍ طويلة، وتجارب عديدة، عاد إلى رحاب الإيمان، وله مقالات عديدة وشهادات فريدة، وممّا قال: "الدين هو الإيمان بوجود قوة ما كمصدر للحياة، هذه القوة هي قوة الله، مدبّر الكون، خالق السماوات، وهو الاقتناع بالدستور الخلقي الإلهي الذي سنّه الله في كُتُبه المتعاقبة، واعتبار التعاليم السماوية أثمن كنز تغترف منه الحقائق الدينية، وهي أسمى في مرماها من العلوم كلّها مجتمعة".

ويقول: "لقد أدّت دراستي العميقة للأفراد إلى مشاهدتي ذلك القبس المضيء من نور الهداية. وسواء كان أمل الإنسان هو في الحصول على الوظيفة اللائقة أو الأمن الاقتصادي أو الاطمئنان الاجتماعي أو السعادة الزوجية، فلن يعمّ الرخاء إلّا إذا حارب الناس أسلوب الحياة الراهنة والمجتمع الحالي حرباً لا هوادة فيها، تقود جذوتها عدّة من المثل العليا العملية الصادقة. فالدين الذي أتكلّم عنه ليس ملجأ الضعفاء، ولكنه سلاح الأقوياء، فهو وسيلة الحياة الباسلة التي تنهض بالإنسان ليصير سيِّد بيئته المسيطر عليها، لا فريستها وعبدها الخانع".►

ارسال التعليق

Top