• ١٩ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٧ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

المحبة والوئام في الإسلام

اسرة

المحبة والوئام في الإسلام

◄الحب هو الميل والإعجاب إلى شخص ما، وهو شعور نبيل طاهر، لا معنى للحياة دونه، ودين الإسلام دين محبة وسلام، فإنّ الحب من أُسس الإسلام، وقد حثّ عليه، وكان الرسول (ص) محباً لأهله وزوجاته، وأصحابه وكلّ الناس، وكان رحيماً عطوفاً في تعامله مع الجميع، وكانت أُم المؤمنين خديجة (رض) أحب نسائه إليه، ويعتبر رسولنا الكريم (ص) قدوتنا الحسنة في محبة الناس، وكيفية التعامل معهم.

إنّ لله سبحانه وتعالى تسعاً وتسعين اسماً، من ضمنها اسم (الودود) بمعنى المحب لخلقه وعباده، لذلك تُعدّ صفة من صفاته عزّوجلّ، فهو المحب الرحيم بهم. وقد جعل الله سبحانه وتعالى محبته ومحبة رسوله (ص) أعلى درجات الحبّ وأرقاها وأكثرها أجراً، وأوجبها على المسلم، وجعل طاعته بمحبته، حيث قال تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (التوبة/ 24). ودين الإسلام لم يحرّم الحبّ بين الجنسين، ولكنّه وضع له ضوابطه وأحكامه؛ حتى لا يأثم صاحبه، وحثّ على الزواج بين المتحابين، باعتباره الوسيلة الوحيدة والصحيحة التي تسير فيها مشاعر الحبّ الجياشة، ولأنّ دين الإسلام دين محبة، فقد جعل من أعظم أنواع الحب الحب بالله، أي أن يحب شخص شخصاً آخر من أجل دينه وخلقه ومحبته لله ورسوله، وليس من أجل أي مصلحة دنيوية أو قرابة، والمسلم يحبّ كلّ شيء، أي أنّ محبته لا تقتصر على أخيه الإنسان فقط، بل تمتد إلى البيئة، بما فيها من نباتات وحيوانات، وطيور وأزهار وغيرها. أمّا مشاكل العصر الحديث التي تنتشر في العالم كالنار في الهشيم، مثل الحروب والعنصرية والنزاعات الطائفية، فإنّ الإسلام جعل حلها بنشر الحبّ بين الناس، وما يتبعه من تعاون وتضامن وتكافل، فبمحبة الناس ينتهي الحسد والبغضاء والغيرة، وما ينتج عنهما من مشاكل اجتماعية.

مستويات محبة المسلم لأخيه:

* مستوى الإيثار، وهو أن تفضّل أخاك على نفسك بكلّ ما هو خير.

* مستوى أن تحبّ لأخيك المسلم ما تحبّه لنفسك وتكره له ما تكره لنفسك.

* أن تكون سالم الصدر، من الحسد والحقد والبغضاء.► 

ارسال التعليق

Top