• ١٩ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٧ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

دعني أمضي بك.. يا أبت

شفاء الشويدلي

دعني أمضي بك.. يا أبت
دعني أمضي بك بعيدا يا أبت
في دجى الذكرى يسطع نجمك..
وتهتز سنابل الوجد
 في حقول الشوق..
وتندلق قوارير الخمر في دمي ..
وأهدي ..
دعني أمضي بك يا أبت
وحدك تغشاني فتنة ..
ترفعني ملامحك لوجه القمر..


***
دعني أمضي بك بعيدا يا أبت
دعني، أشعل لك شموع عشقي
دعني، أكتب تاريخ ميلادي
وأطلق يمام حرفي ودعني ..
أمضي بك ..
***

كم هي حارقة الكلمات
عندما تعزفها ألحان تحت الأرض ..
أنا فاقدة لكل طرق النجاة
ولم يبق لي سوى طريق الرفات..
فدعني أمضي بك..
***
أحملك جبروتا بعضه مني
وأجتر أنفاسي العابقة في أحضان الكأس..
تديرني أصابع الألم وتكسر فيا..
كبرياءً..  يميع فوق شفرة الحرف.
فنبضك فيا ..
ونبضي لا يبصر بعض نبضي
دعني أدس تفاصيل لهفتِك بين أوردتي..
لتنبض بك أبت .. ودعني ..
أمضي بك..
***

أصبحت كالراقص فوق الجمـ.. ر
 لا أدري أأرقص من وحدتي؟
أم من شدة وجعي؟
ويحه ذلك الحزن
لم يبقي فينا ولم يذر.

ويحها تلك المآقي..
تسكنها العبر..
ألفتها المستقر..

ويحك يا أب .. ويحك .. ويح نواك.
فهنا حنين يتأوه، مزقته، متاهات السبل..
و أنين...
بقايا رماد الأمس المفقود..

ويحك يا ربيع أفكاري.
فأوراقي تتطاير في خريف العمر..
التقطها..
علني إن لم أمضِ بك..
تمضي بما ضاع مني..

ويحك يا شذرات الضناء،
ببشرى اليقين..
بموعد هجين..
بإنذار مشين..
ويحك فلما وعلى ما تتعجبين؟
ويحك يا منى اليتامى..
كيف تتلكًئين؟
***

دقت أجراس الأسى في مدن الوصال،
حتى انقسم ظهر سعادتي.
أعلنت انكساري يا أبت، فدعني أمضي ..
إليك ..  ودعني أمضي بك..
***
نواك يوقض افواه الجراح
حين مرورك بين أنفاس المساء
يتعرى الليل و تهوي النجمات..
وتغيب السماوات في جل البقاع..
وأحمل... الجحيم متاع..
ففيك فيا .. وفيا كل ما فيك..

أعترف أني بلا أنت أنثى من فراغ..
أعصر الآه تلو الآه.
القصيدة يتيمة،
والحرف يبكي..
وها أنا أرتشف عشقك من كأس الرجاء،
وأتنفس أثير عشقك.
أحلق بين الفاضاءات ..
وأطالع الحنين وريقات..
متوسدة خدود الأمنيات..
لأمضي بك أبي...
***
نعم، أعلنت حدادي برحيلك
ورحلت عندما رحلت.
 ***

دع أناملي تستشعر سحر دفئك..
فقد أتيث مضجعك..

أتيت
حيث
أنت..

ارسال التعليق

Top