• ١٩ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٧ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

جسر القلق

كريم معتوق

جسر القلق
قال شاعر: مَرْحَباً يا أيُّها الأرق، لكَ من عيني منطلقُ، إذ عيون الناس تنطبقُ، لك زادي عندي القلقُ، اليراع النضو والورقُ. تقلق المرأة وهي في انتظار الزوج، وحين تعثر عليه فإنها تمارس قلقا آخر يتعلق بكل امرأة حسب بيئتها. ولكن القلق يستمرمعها طالما بقيت هي زوجة. ويقلق الطالب طوال أيام الدراسة، إلى أن ينتهي بالنجاح، ثمّ يبدأ قلقاً آخر حول الدراسة العليا والعمل. والتاجر الصغير يعيش القلق اليوم إلى أن يصبح تاجراً كبيراً، ثمّ يمارس قلقه ليكون رجل مجتمع تتم دعوته إلى كل الأعراص والأفراح والمناسبات. إنّ القلق في أفضل حالاته يُشكّل جسراً يَعبرهُ الإنسان إلى قلق آخر أهم، أو قلق آخر يُناسب المرحلة اللاحقة، وإن كان القلق بمفهومه العام يُعتبَر أمراً غير مُحَبّب، فإنّ قلق المبدع مطلوب ومُؤشّر للنجاح. فالشخص الذي يؤدي به القلق إلى استشارة أهل الاختصاص، والتأنّي والمراجعة، لا شك في أنّه يُدرك النجاح، بخلاف الشخص الذي يتعامل مع عمله بقيمة الشيك المدفوع، ويحرص على الانتهاء بأسرع وقت من العمل، لينشغل بالعمل التالي من دون أي قلق. وإن كان الأطباء يَعتبرون الأرق حالة مَرَضية، فإنني أرى أنّ القلق من علامات الإنسان السّوي، فلابدّ من القلق في هذه الحياة بكل شيء، حتى على مصلحة الآخرين لابدّ أن نقلق، وليس كل ما نقلق عليه جديراً بالقلق.   يتها الروح وما في شهقتي روحٌ سوى روحك في سرد النفوس الطاهرة ليس بي إلاك يا عمري استبدّي بات يرضيني بك الإلهام آمنت بأنّ الشعر دنيا آسره وبأنّ الحب يمضي بين قلبين استفاقا عاشقٌ يعلنُ ما فات وأنثى هاجره

ارسال التعليق

Top