• ١٩ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٧ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

توجيه الشباب نحو القيم الفاضلة

عمار كاظم

توجيه الشباب نحو القيم الفاضلة

على الأهل أن يزرعوا في نفوس أولادهم أهمية المثل العليا لأنّ الاتجاه نحو القيم يمنع السقوط، والقيم الروحية والمبادئ الأخلاقية يجب أن لا تكون مجموعة من القيود والنواهي بل إنّها حياة مفعمة بالحيوية والحركة وتمثّل القدرة على اكتشاف المجهول وخلق السُبل الناجحة لحياة أفضل، فطهارة النفس هي قبل كلّ شيء حرّية الضمير، والتواضع ميزة العظماء.

إنّ الشباب غالباً ما يكون بطبعه صادقاً ويتجاوب مع التوجيهات المعطاة له شرط أن تكون نموذجاً يُحتذى ويُطبّق أمامه بأمانة لا أن يُقال له شيء ويحسّ أنّ الأهل يفعلون عكسه.

فإذا استطاع أيّ شاب أن يرتفع إلى هذا المستوى في السلّم الإنساني فلن يكون بعيداً عن تعاليم السماء، فنفسه وقلبه يتفتّحان لتعاليم القرآن والسُّنة النبوية الشريفة وكلّ القيم والمفاهيم التي وردت في الكُتُب المقدّسة، مشدوداً بهذه المبادئ العظيمة والنبيلة في محبّة الله والتقرُّب منه بالدعوة إلى حبّ الآخرين والتضحية من أجلهم.

يلعب الشباب دوراً هاماً في بناء المجتمعات، حيث أنّ المجتمع الشاب هو أقوى المجتمعات؛ لأنّه يعتمد على طاقة هائلة تحركه. كذلك يكون الشباب قادة المستقبل بقوّة آرائهم ونضجهم الفكري المقرون بالطاقة والصحّة الجسدية السليمة، التي تدفع عجلة التنمية إلى الأمام، فبالعلم يرتقوا ويفكروا، وينتجوا، ويساهموا بالعطاء الفكري، ليكونوا قادة رأي عام يؤثروا في مختلف شرائحه.

فالشباب.. هم نبض الحياة في المجتمع، ولا شك في أنّ لديهم قدرات عقلية فائقة، وإمكانات كبيرة، ولا شك أنّ مهمّة توجيه تلك الطاقات واستغلالها إيجابياً هو أفضل استثمار يمكن أن يؤدي إلى تقدم أي مجتمع وتفوقه. فالشباب ثروة المجتمع والاستثمار فيهم هو أفضل استثمار، فمكاسبه مضمونة ولا خسارة فيه.

إذن ثمة مسؤوليات مُلقاة على عاتق الجهات ذات العلاقة من أجل بناء هذه الشريحة وفق عناصر دعم يجب توافرها ومنها بناء العقيدة الصحيحة، حيث الإيمان يشكّل مصدراً مهماً من مصادر بناء شخصية الإنسان وتطوّرها، ثم توفير الشرط الإنساني المتمثل بتحقيق الذات عبر العمل، فالشباب هم قمة حيوية الشعب أو الأُمة، والعمل هو الميدان الذي يحرك هذه الحيوية ويجددها في آن، وغيابها يعني تحجيم وربما (قتل) الشباب ودورهم.

وهذا ينطبق على المثل القائل: (مَن جدّ وجد ومَن زرعَ حصدَ)، فالأُمم التي تبذل اهتماماً كافياً في تنشئة غرسها الجديد (أطفالاً ثم شباباً) سوف تحصد ثمار هذا الزرع بما يدعم الأُمة في حاضرها ومستقبلها علماً وعملاً في آن واحد، لذا يتوجب الأمر اهتماماً واضحاً وكبيراً في المساعدة على حل مشكلات الشباب التي تعترض حياتهم العلمية والعملية من عوائق تقف في طريق تقدمهم وتنامي قدراتهم ودورهم في تطوّر الفرد والمجتمع معاً.

ارسال التعليق

Top