• ١٩ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٧ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الفرصة الرمضانية

أسرة البلاغ

الفرصة الرمضانية

شهر رمضان هو شهر الخيرات والطاعات وكلّ الأعمال الحسنة، هو شهر يأتي في العام الهجري مرة واحدة، حيث يرى فيه المسلمون فرصة كبيرة للعودة إلى ربّهم وخالقهم ومدبر أمرهم، وكسب رضاه، هو شهر الطاعات والرحمة الذي يجب على المسلمين أن يستغلوا كلّ ثانية فيه وأن لا يغفلوا أية لحظة من لحظاته لما فيه من بركة وخير كبير يعم عليهم جميعاً.

شهر رمضان هو شهر الصوم وهذا العمل هو أفضل أعمال رمضان خاصّة إن كان بنية خالصة لله ربّ العالمين، وقد اقترنت فريضة الصيام بهذا الشهر، وهذه الفريضة هي إحدى الفرائض الأساسية في الدين الإسلامي، نظراً لما لها من خير عميم وكبير لدرجة أنّ الله تعالى لم يعلن عن جزائها، فقال: "الصوم لي وأنا أجزي به "، وهذا الحديث له دلالات عميقة، فالصوم ليس كباقي العبادات والفرائض، فالعبادات الأخرى هي عبادات فيها جانب علني، فالصلاة تصلى أمام الناس، وقد يصليها الإنسان لوحده، وأما الزكاة قد تخرج سراً أو علانية، في حين أنّ الحج لا يمكن أن يؤدى إلّا علانية وفي ضوء النهار وأمام العالم أجمع وفي وقت محدد من أوقات السنة، في الوقت الذي يكون الصوم فيه بين الإنسان وبين ربّه، فليس ثمة من طريقة تساعد الناس على معرفة هل هذا الشخص صائم أم لا.

إلى جانب ذلك فإنّ الصوم فيه مشقة كبيرة جداً وبالغة، لهذا السبب كان لهذه الفريضة أجر خاص عند الله تعالى إنّ أحسن الإنسان الصيام وتوجه لله تعالى فيه، فالإنسان هو مَن يحدد هل سيغتنم هذه الفرصة أم لا؟. من الأعمال الأخرى الفضيلة في شهر رمضان المبارك، هي أن يقوم الإنسان بالإكثار من الصلوات والصدقات وتلاوة القرآن الكريم وقراءته أيضاً، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون هناك العديد من الأنشطة الاجتماعية التي تزيد من تواصل الناس مع بعضهم البعض والتي تعمل على رفع درجاتهم سواء في الدنيا أم في الآخرة، فهذا الأمر هو من أكثر الأمور التي ينبغي أن يقوم الإنسان بها سواء في رمضان أم في غيره، فعلاقة الناس مع بعضهم وتفاعلهم الجميل المثمر هو من الغايات التي جعل الله تعالى الناس على هذه الشاكلة التي هم عليها لأجلها، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات/ 13).

إنّه شهر الإنابة والاستغفار والعبور إلى صفاء الروح وتنقيتها وتثبيتها على المحبة والتسامح ، هو الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنان تستقبل العابدين الزاهدين المخلصين، هو الشهر الذي تفتح فيه أبواب الرحمة وتغلق أبواب النيران وتلجم فيه الشياطين، هو الشهر الذي ينبغي أن لا يُقتصر فيه صيامنا على الجوع والعطش بل ينبغي أن نكون الصابرين نحسن فيه خلقنا ونعرف كيف نحيي روح الصبر في نفوسنا.

شهر رمضان المبارك هو شهر الدعوات والابتهال إلى الله والتوسّل إليه بأحبّ الخلق إليه أن يعفو عمّا ارتكبناه من ذنوب ومعاصي، وهو شهر انعقاد الميثاق بين العابد والمعبود أن لا نعود إلى سواد ما جنيناه في الماضي وأن نحيا حياة الإخلاص والتقوى نمهّد للانتقال إلى دار الآخرة حيث لا ينفع مال ولا بنون.

 

أعمال مستحبّة في كلّ ليلة من شهر رمضان

دعاء: اللَّهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ الَّذي أَنْزَلْتَ فِيهِ الْقُرْآنَ وَافْتَرَضْتَ عَلَى عِبادِكَ فِيهِ الصِّيامَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرامِ فِي عامِي هَذا وَفِي كُلِّ عامٍ وَاغْفِرْ لِي تِلْكَ الذُّنُوبَ الْعِظامَ فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُهَا غَيْرُكَ يا رَحْمانُ يا عَلاَّ.

ارسال التعليق

Top