• ١٩ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٧ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

التنمية المعلوماتية

محمد رمضان

التنمية المعلوماتية

يمثل التعليم السبيل الأهم نحو بناءات الثقافية، فالتعليم رسالة ثقافية للفهم والمعرفة والدراية بالواقع المجتمعي والقومي والعالمي.

فالقومية العربية في الواقع تكامل اقتصادي، ومناخات عربية علمية وثقافية ومعرفية، ولكن لا تزال معظم الدول العربية تفتقر لمنظومات معلوماتية محددة تضم شباباً ومتعلمين تنتمي لقضية أيديولوجية تستدعي تبادل الآراء والأفكار من قبل المشاركين... ولا سيما المتعلمين فالمطلب العام هو المشاركة... في المسابقات والحلقات النقاشية، وإجراء التحقيقات الصحفية، والنشاط والبحث، وزيادة القدرة على الكتابة وتأسيس بريد الكتروني، والتأكيد على أمنية المعلومات عبر مؤسسات التعليم والثقافة.

التعليم: هو النقلة الحضارية في كلّ مجالات الحياة، كما أنّه حركة الجيل لمواجهة التحديات، وتشكيل سيكولوجية اجتماعية واقعية عبر المدارس والجامعات.

الثقافة: قوة متعاظمة للمعرفة والحرية والحراك السياسي لحماية فكر ونظام وتشريع المجتكع سلوكياً وقيمياً، وعليه فالقوة الثقافية ترتبط بالهوية والروح المعنوية ومعارج القيم وشكل الحضارة.

كما أن إكتساب المتعلمين -كمجتمع مستهدف- القدرة على اكتساب المعلومات أدى في العصر الحديث بمتغيراته المتنوعة والانفجار المعرفي والتقدم الهائل في تقنينات ووسائل هذا الواقع المعاصر أدى إلى تيسير حصول الشباب على كم كبير من المعلومات، فالبيئة المحيطة بالشباب تموج بالمعلومات من خلال وسائل الاتصال المختلفة، بالإضافة إلى وجهات نظر الشباب أنفسهم وآرائهم المتعددة وأفكارهم في مختلف مجالات وميادين الحياة، وهي آراء دينية واجتماعية وأخلاقية واقتصادية وأيضا سياسية.

فهناك مساحة ممتدة للجيل الحالي توضح ما هو راشد وما هو زائف وما هو صحيح وسط تلاطم موجي للمعلومات والآراء المتدفقة، كما أن نسبة كبيرة من شباب الجيل الحالي حظيت بتلقي تعليم نظامي نظرا لقانون التعليم الأساسي الإلزامي في كل الوطن العربي، يصبح للغة العربية أهمية أفريقية في بنين وأنجولا ونيجيريا وجنوب أفريقيا وأثيوبيا بالتوافق، ومستوى النضج العقلي الانفعالي لتشكيل فحوى اللغة، وعبر مدارس لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، واستغلال بيوت الشباب وقصور الثقافة في تأسيس منتديات سياحية ولغوية إن جاز التعبير وتأسيس مكانات أيديولوجية ولغوية جديدة ومبتكرة تسمح بالنقد الصريح، والقبول أو الرفض لخبرات عربية مستنيرة، في ظل احتياجات الشباب العربي والأفريقي لمجموعة من العناوين الحياتية: التعليم والعمل، وتحقيق الاستقلال المادي/ إثبات الذات، وتحقيق المكانة الاجتماعية المتميزة/ الإعداد للزواج وتكوين أسرة/ علاجات المشكلات الشخصية، وتحقيق مبادئ الحياة المستقرة/ المشاركة في الحياة الاجتماعية العامة/ تنمية الشعور بالاحترام، والتقدير المتبادل مع الآخرين... وعلى أساس تلك الاحتياجات يجب بناء برمجيات تنموية لإشباع تلك الإحتياجات حتى تتحقق مشاركة قومية فعالة.

ولكن كيف يمكن الإفادة من طاقات وإمكانات دول العرب وإفريقيا لتحقيق طاقات الشباب والمتعلمين الإبداعية للمشاركة في دروب الحياة؟

المعلومة... هي ركيزة التخطيط السليم، فلا يمكن دون معلومات وبيانات سليمة.. الإفادة من جمهور المتعلمين لخدمة قضايا المجتمع، وتحقيق التنمية.. ومن ثم فلابدّ من إعداد قاعدة بيانات عن الشباب عربياً وإفريقياً تتضمن:

تعداد المتعلمين: أعمارهم/ توزيعهم جغرافيا وإقليميا/ مستوياتهم التعليمية/ علاقاتهم بوسائل الإعلام المطبوعة والمرئية والآلية/ قضايا الشباب ومشكلاتهم/ مدى نجاح المؤسسات العامة ومؤسسات المجتمع المدني في تلبية الاحتياجات.. وعلية يجب بلورة برنامج متغير للإفادة من الإمكانات للقيام بدور فعال في إعداد الشباب العربي والإفريقي، والنهوض بمستواهم الثقافي والمجتمعي، ووضع سياسة للمعلوماتية وللإنترنت على المستويين الوطني والإقليمي من خلال الإدارات الكومية ومراكز البحوث والجمعيات العلمية والأهلية والمؤسسات الصناعية والجامعات والمعاهد وبيوت الخبرة.. فالإنترنت عالم افتراضي، ثري.. مترامي الأطراف، يجد فيه الفرد ضالتة، وكل ما يصبوا إليه الفرد في مجالات الحياة المختلفة.. فالإنترنت مشتبك قادر على تخطي الحواجز، وتحقيق اتصالات تعليمية وثقافية وترفيهية وتجارية بل وصحية أيضاً، كما أن الإنترنت من أهم سبل التعايش بين الثقافات، وهي سبيل المعرفة الجادة، وأهم ملامح التلاقح الحضاري والمعرفي، وتشكيل الوعي والانفتاح على عوالم أخرى، والتواصل مع الآخرين، وتحقيق الواقع الافتراضي الناجد.

مشتبك الإنترنت قادر على إثراء التنوع والتعدد، وتلاقح الأفكار واستبدال التفكير العلمي بأسلوب التلقين..

والانفتاح على العالم والكون، والإشارة إلى الموارد المتاحة، وعلاج المشكلات التنموية، ودعم خدمات حقيقية- عبر البريد الإلكتروني مثلا- قادرة على الاستمرار والصمود.

مشتبك الإنترنت يستطيع صد التهميش الثقافي عبر الوعي والتواصل والتعاون، والتخاطب والاتصال الاجتماعي، وهذا يعني تحقيق سيكولوجيا اجتماعية محلية وإقليمية على أقل تقدير.

مقابل تلك المعلوماتية التي تعبر عن ثورة اتصال عارمة.. علينا الأخذ بسياسات التنمية والتطوير التكنولوجي، وتحقيق بيئات علمية وتربوية واجتماعية وسياسية واقتصادية، وإيقاظ العقول الجماعية والفردية، وتدعيم وعي الأفراد والمجتمع، والإنفتاح ثقافياً وإعلامياً على العلم النافع والمعرفة والتكنولوجيا، وتحقيق المجتمع المتقدم تربوياً بزيادة عدد المدارس وتطويرها، وتزويد قصور الثقافة بكافة الدوريات، والحاسبات الشخصية للإنترنت.. وترتيب أركان الفنون التشكيلية والموسيقية، وتدعيم الأدب والتطلعات، وزيادة فرص الترقي والتوجيه والإرشاد، والتواصل الاجتماعي، وحتى تنميط قواعد العرف وقيم الثقافة العامة السائدة والمتوافقة ومجتمع إنساني قائم على العدل والسلام، وتحقيق نوع من المواءمة والفهم والتقارب العربي، وإدراك الحقوق والواجبات.

إن أبرز مهام مشتبك الإنترنت الحفاظ على الثقافة العامة، وتواصل البحث العلمي، ونشر الأدب العربي والعالمي وتنفيذ بيئة فكرية وعلمية للمستخدمين تتميز بالحيوية، وتعتمد على النتاج الفكري أساس، فالإنترنت تتيح قراءة العالم أدبياً وفنياً واقتصادياً.  

ارسال التعليق

Top